طائر السمو...وجراح الصمت.
الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 03:43 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" خاص
بصعوبة تمكنت من الوصول إليه، وذهبنا معا إلى مكتب القطيبي حيث أنهينا الحساب باسمه. كنت أعرف حساسيته المرهفة وعزته العالية، فحرصت أن أُشعره أننا ما زلنا كما كنا، في السرب السادس، لا يتقدمنا غير الرفاق والذكريات.
فتحت، من غير قصد، أغنية لفيروز. أردت أن أخلق جوا فرائحيا، نستعيد فيه خفة الغناء كما في الأيام الماضية. لكن الأغنية لم تكن عابرة، كانت كأنها كتبت عنه هو بالذات: طير جارح، شامخ في أفق رحب، ينتهي حيث يبدأ.
> يا طير يا طاير على طراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بِنِي
كان كأنه يجيبها بصمته… مجروح لكنه لا يبوح، موجوع لكنه يختار الصمت. يخفي مافي قلبه، يتألم وحده، لكنه لا يقبل أن يعيش كباقي الطينين. تماما كما وصف ذلك محمود درويش: موجوع وما بيقول على بيوجعه
هو الذي اعتاد السمو والعلو، لا يليق به غير السماء الزرقاء… سماء يعرف حسابها أكثر من أي أحد، ويعشق فضاءها الرحب حيث لا قيود سوى رفرفة جناحيه.