الأربعاء-24 سبتمبر - 04:50 م-مدينة عدن

الكولاجين: مكمل غذائي أم وهم تجميلي؟

الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - الساعة 02:15 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي"متابعات




في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث بشكل واسع عن الكولاجين كمكمل غذائي وكمكون أساسي في منتجات التجميل. سواء في الصيدليات أو عبر الإنترنت، تجد عشرات الأنواع من حبوب الكولاجين للبشرة أو بودرة الكولاجين وحتى المشروبات التي تحتوي عليه. لكن يبقى السؤال الأهم: هل الكولاجين مفيد حقًا أم أن الأمر لا يتعدى كونه موضة تسويقية تهدف لزيادة المبيعات؟

في هذا المقال سنتناول فوائد الكولاجين، أضراره، ومدى فعاليته في دعم صحة الجسم والبشرة.

ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو بروتين طبيعي يُعتبر الأكثر وفرة في جسم الإنسان، إذ يشكل حوالي 30% من إجمالي البروتينات، يتواجد في الجلد، العظام، العضلات، الأوتار، وحتى الأوعية الدموية. وظيفته الأساسية هي منح المرونة والقوة للأنسجة، ولهذا يُطلق عليه "الغراء" الذي يربط الجسم معًا.

مع التقدم في العمر، يقل إنتاج الكولاجين تدريجيًا، ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد، ضعف المفاصل، وهشاشة العظام. من هنا ظهرت فكرة تعويضه عن طريق المكملات الغذائية أو المنتجات التجميلية.

فوائد الكولاجين المحتملة
تروج الكثير من الشركات لفوائد سحرية للكولاجين، لكن ما الذي تقوله الدراسات فعلًا؟

تحسين صحة البشرة
يُقال إن تناول حبوب الكولاجين للبشرة يساعد في تقليل التجاعيد وزيادة ترطيب ومرونة الجلد. بعض الدراسات الصغيرة دعمت هذه النتائج، لكنها ليست قاطعة.

تقوية المفاصل والعظام
مكملات الكولاجين قد تقلل من آلام المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل أو الشيخوخة، وتساهم في دعم كثافة العظام.

زيادة الكتلة العضلية
تشير بعض الأبحاث إلى أن مكملات الكولاجين قد تساعد في زيادة الكتلة العضلية عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

صحة القلب والأوعية الدموية
الكولاجين يدخل في تكوين الأوعية الدموية، ونقصه قد يضعف مرونتها. هناك دلائل على أن مكملاته قد تقلل من بعض عوامل الخطر القلبية.

حبوب الكولاجين للبشرة: حقيقة أم وهم؟
الكثير من الحملات الدعائية تُظهر أن تناول الحبوب أو المشروبات المحتوية على الكولاجين يؤدي مباشرة إلى بشرة مشدودة وشابة. لكن الحقيقة العلمية أكثر تعقيدًا:

عند تناول الكولاجين فمويًا، يقوم الجسم بتفكيكه إلى أحماض أمينية قبل امتصاصه. هذا يعني أن الجسم لا يرسل الكولاجين مباشرة إلى البشرة، بل يستخدم الأحماض الأمينية لبناء بروتينات مختلفة حسب الحاجة.
بعض الدراسات تشير إلى تحسن في مظهر البشرة، لكن هذه الدراسات غالبًا ممولة من شركات المكملات.

بالتالي، يمكن القول إن حبوب الكولاجين للبشرة قد تكون مفيدة بشكل غير مباشر، لكنها ليست علاجًا سحريًا ضد الشيخوخة.

اضرار الكولاجين وآثاره الجانبية
رغم أن الكولاجين يُعتبر آمنًا نسبيًا، إلا أن له بعض الآثار الجانبية المحتملة:

اضطرابات في الجهاز الهضمي: مثل الانتفاخ أو الإسهال لدى بعض الأشخاص.
مذاق غير محبب: خاصة في المكملات البودرة أو المشروبات.
الحساسية: بعض الأنواع المستخرجة من الأسماك أو الحيوانات قد تسبب حساسية.
غياب التنظيم الصارم: المكملات الغذائية لا تخضع دائمًا لرقابة صارمة، مما يثير تساؤلات حول جودتها ونقاوتها.

هل الكولاجين مفيد حقًا؟
الإجابة ليست مطلقة. نعم، هناك فوائد محتملة مثبتة جزئيًا، خصوصًا فيما يتعلق بصحة المفاصل والبشرة، لكن لا يوجد دليل قاطع يثبت أن مكملات الكولاجين وحدها قادرة على إحداث تغييرات جذرية.

الأطباء وخبراء التغذية ينصحون دائمًا بالتركيز على النظام الغذائي المتوازن، حيث يمكن الحصول على الأحماض الأمينية الضرورية لإنتاج الكولاجين من الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم، الأسماك، البيض، والفوليات.

بدائل طبيعية لدعم الكولاجين
إذا كنت تبحث عن بدائل طبيعية لدعم إنتاج الكولاجين، فإليك بعض الخيارات:

فيتامين C: عنصر أساسي في تكوين الكولاجين، ويتوفر في الحمضيات والفلفل الأحمر.
الأطعمة الغنية بالبروتين: مثل اللحوم والدواجن والأسماك.
الأطعمة الغنية بالنحاس والزنك: مثل المكسرات والبذور.
مضادات الأكسدة: تحمي الكولاجين الطبيعي من التلف، وتتواجد في الخضار الورقية والشاي الأخضر.

مكمل غذائي أم وهم تجميلي؟
الكولاجين ليس وهمًا بالكامل، لكنه أيضًا ليس علاجًا سحريًا كما تصوره بعض الحملات الدعائية. يمكن لمكملاته أن تقدم دعمًا للصحة العامة والبشرة بدرجة معينة، لكن الاعتماد الكلي عليها دون نمط حياة صحي لن يعطي النتائج المرجوة.

إذن، إذا سألت: هل الكولاجين مفيد حقًا؟ فالجواب: نعم، لكنه ليس الحل السحري. أما بخصوص أضرار الكولاجين فهي محدودة، لكنها موجودة، خاصة عند شراء منتجات غير موثوقة.

في النهاية، يبقى الكولاجين جزءًا من روتين صحي متكامل، وليس العصا السحرية لإيقاف الزمن.

متعلقات