"ميثاق اليدومي: ضمانات قبل التحرير"

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 06:23 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" خاص

كالعادة، لم يخيب حزب الإصلاح ظن اليمنيين في ذكرى تأسيسه الخامسة والثلاثين. فبدلاً من أن يعلن خطة لإسقاط الحوثي أو جدولاً زمنياً لتحرير ما تبقى من البلاد، خرج علينا اليدومي ليطرح "مبادرة سياسية" عنوانها العريض "نريد حصتنا مضمونة من الحكم قبل أي معركة".

اليدومي يقولها صراحة: لا انتخابات بعد الحوثي، لأنها "غير مضمونة" بالنسبة لجماعته. إذاً ما الحل؟ ببساطة، "ميثاق شرف" على مقاسهم، يضمن لهم مقاعد في السلطة وثروة من النفط والغاز، حتى وإن لفظهم الشارع كما لفظهم من قبل.

المؤسف والمفضوح أن مبادرة اليدومي ليست أكثر من محاولة لشراء المستقبل سلفاً فعوضاً عن استدعاء الوطن إلى خدمةِ المعركة، نراه يطالب بتأمينِ الحصص والامتيازات مقدَّمًا، كأنها عمليةُ تسويةٍ تجارية تُبرَمُ قبل أن تبدأ الحربُ أو تُحسمُ الإرادة الشعبيَّة.

في المقابل، لا يحتاج المجلس الانتقالي الجنوبي لمثل هذه المناورات. رؤيته واضحة :

•الجنوب لأهله، ولن يقبل بوصاية الإخوان ولا بانتظار فتات الصفقات.
•الشراكة تُبنى على الأرض، عبر النضال والتضحيات، لا عبر أوراق مكتوبة تُرفع للخارج طلباً للضمانات.

الحقيقة المرة التي يحاول الإصلاح تغطيتها بالخطابات هي أنه لم يعد قادراً على مواجهة الحوثي، ولا على مواجهة صناديق الاقتراع. كل ما يريده أن يُكتب اسمه في دفتر السلطة بأي طريقة، ولو بفتوى "ميثاق شرف" على ورق.

الخلاصة: اليدومي لا يطرح مبادرة، بل يطرح "عقد تأمين على النفوذ" قبل المعركة. أما الشعب، فيعلم أن شرف السياسة ليس في تقاسم الغنائم مسبقاً، بل فيمن يصنع الانتصار على الأرض أولاً.

بقلم / محمد علي رشيد النعماني