السبت-13 سبتمبر - 03:04 م-مدينة عدن

"ثروة حيوانية تحت الضغط".. كيف تواجه سوريا أزماتها الاقتصادية والوبائية؟

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 12:54 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات





يُعد قطاع الثروة الحيوانية في سوريا أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني ومصدراً رئيسياً للأمن الغذائي، إذ يعتمد عليه شريحة واسعة من المربين لتأمين دخلهم اليومي مع ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية ومناخية صعبة.

وتحدث عبد الحي اليوسف، مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني، لوكالة شفق نيوز، عن أبرز التحديات التي تواجه المربين، والبرامج الحكومية الهادفة لتحسين الإنتاجية، إلى جانب الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض والأوبئة.

وأضاف أن "أبرز ما يعانيه المربون اليوم، هو عدم استقرار أسعار الأعلاف وصعوبة تأمينها، ولاسيما خلال هذا العام الذي تأثر بالجفاف"، مبيناً أن "غياب تسعيرة ثابتة للمنتجات الحيوانية كاللحم والحليب والبيض زاد من أعباء المربين نتيجة تقلب أسعار الصرف".

كما أشار اليوسف، إلى أن "واقع الأدوية والمستلزمات البيطرية كان أفضل من الأعوام السابقة بفضل انخفاض سعر الصرف وخفض التكاليف الجمركية"، لافتاً إلى أن "فتح باب الاستيراد والتصدير وفق ضوابط مدروسة ساهم في تنشيط الأسواق والحفاظ على الثروة الحيوانية".

وحول تأثير الظروف الاقتصادية والمناخية على أعداد الثروة الحيوانية، أوضح أن "هبوط سعر الصرف ساهم من جهة في إنعاش هذا القطاع، فيما لعب الجفاف دوراً محورياً في الضغط على المربين".

وتابع قائلاً إن "وعي المربين واعتمادهم على هذا القطاع كمصدر دخل رئيسي، إلى جانب لجوئهم إلى بدائل مثل استثمار الآبار، حال دون تراجع أعداد القطعان، بل إن الوضع بقي مستقراً إلى حد كبير"، مشيراً إلى "وجود مؤسسات تابعة لوزارة الزراعة تسهم في حماية وتطوير الثروة الحيوانية، منها المؤسسة العامة للدواجن، المؤسسة العامة للمباقر، الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، والمؤسسة العامة للأعلاف".

واستطرد اليوسف القول، إن "هذه المؤسسات تؤدي دوراً محورياً في رفد السوق المحلية بالمنتجات الحيوانية وتعزيز التنمية الاقتصادية"، مضيفاً أن "وزارة الزراعة أولت اهتماماً خاصاً بتطوير السلالات المحلية وتحسين الإنتاجية، من خلال إنشاء مراكز متخصصة مثل مركز الغزلانية للتلقيح الاصطناعي، الذي يوفر قشات تلقيح ذات مواصفات وراثية عالية تتناسب مع الظروف البيئية في القطر، رغم الصعوبات الراهنة في تأمين العجول".

وبين أن "الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية تدير محطات بحثية متخصصة بتربية الإبل والماعز الشامي وأغنام العواس والأبقار الشامية والعكشية"، منوهاً إلى أن "التعاون المستمر مع المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة أكساد لتطوير هذا القطاع الحيوي".

وفيما يخص الأمراض الوبائية، أكد اليوسف، أن "الوزارة منحت هذا الملف أهمية قصوى، إذ أنشأت دوائر متخصصة مثل دائرة الأمراض والدراسات الوبائية، دائرة الحجر البيطري، ودائرة إنتاج اللقاحات البيطرية، بالتنسيق مع باقي الدوائر"، موضحاً أن "هذه الدوائر تعمل على وضع برامج وقائية وعلاجية، وتنفيذ خطط سنوية للتقصي الوبائي وإعداد الدراسات لرصد الوضع الصحي بدقة، مع وضع خطط طوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة".

ووفقاً لليوسف، فإنه تم تشكيل وحدات ولجان وبائية على مستوى القطر تتولى التشخيص الفوري والإبلاغ السريع وتطبيق إجراءات العزل والتحصين وسحب العينات وإرسالها إلى المخابر المختصة.

وختم حديثه بالقول إنه "بفضل هذه الإجراءات لم تسجل البلاد أي جوائح مرضية في الأعوام الأخيرة، ويتم التعامل بشفافية مع أي إصابة عبر إبلاغ المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بشكل مباشر".

متعلقات