الإثنين-25 أغسطس - 07:35 م-مدينة عدن

ماذا ستجني أوغندا من استقبال المرحّلين من أميركا؟

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 09:57 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات




في الوقت الذي تكثف فيه إدارة ترامب من حملات ترحيل المهاجرين غير القانونيين، والبحث عن دول ثالثة تكون وجهتهم، أعلنت الخارجية الأوغندية في بيان يوم الخميس الماضي، أنها وافقت على استقبال هؤلاء المهجرين الذين يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية، وفقا لشروط محددة، حسب البيان.

هذا التقرير يناقش الأسباب التي جعلت أوغندا تدخل في اتفاق مع الولايات المتحدة لتكون طرفا ثالثا في أزمة المهاجرين غير القانونيين، وما الفوائد التي يمكن أن تجنيها كمبالا من هذا الاتفاق، لتنضم إلى الدول الأفريقية الأخرى التي قامت بنفس الخطوة.

ووفقا لتصريحات أدلى بها ميلوسي سيميلان، من مركز جنوب أفريقيا للتقاضي، فإن الولايات المتحدة تستغل دول القارة، وتعتبرها مكبا للنفايات، قائلا "إن واشنطن تركز على بعض البلدان التي تعاني من ضعف في القوانين، وحماية حقوق الإنسان".

فما الدوافع المحتملة التي جعلت أوغندا وبعض الدول الأفريقية تدخل في اتفاق مع واشنطن في استقبال المهاجرين، رغم أنها تعاني من اكتظاظ سكاني وانتشار للبطالة، وتوسع في قاعدة الفقراء.
ما مضمون الاتفاق بين أوغندا وواشنطن؟

في بيان نشره يوم الخميس الماضي على منصة "إكس"، قال باغييري فنسنت وايسوا السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الأوغندية، إن بلاده وافقت على ترتيب مؤقت مع الولايات المتحدة، من دون أن يذكر إطارا زمنيا محددا لبدء الترحيلات أو انتهائها.

وأوضح البيان، أن أوغندا لن تقبل أشخاصا لديهم سجلات جنائية أو قصرا غير مصحوبين، وأنها تفضل أن يكون المرحلون من جنسيات أفريقية، مؤكّدا أن الجانبين يعملان على وضع تفاصيل لتنفيذ الاتفاق الجديد.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ناقشا هاتفيا قضايا الهجرة والتجارة المتبادلة والعلاقات الاقتصادية.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد أسابيع من تكهنات في الإعلام الأوغندي عمّا إذا كانت كمبالا ستوافق على استقبال المرحّلين من الولايات المتحدة، مثل ما فعلت إسواتيني.

وفي البداية، نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم الأمر، قائلا إن بلاده لا تمتلك منشآت كافية لاستيعاب المرحّلين.

وفي حديث لوكالة أسوشيتد برس، قال أوريم، إن بلاده تناقش مع واشنطن قضايا التأشيرات، والرسوم الجمركية، والأمور ذات الصلة، وليس مسألة الهجرة، ولكن بعد يوم من تصريحاته انقلبت الرواية.
ما الذي يمكن أن تجنيه أوغندا؟

لم يذكر بيان وزارة الخارجية الأوغندية ما ستحصل عليك كمبالا مقابل استضافتها مواطني الدول الأخرى الذين قررت إدارة الرئيس ترامب التخلص منهم، غير أن تجارب دول أخرى مثل إسواتيني تشير إلى أن الحوافز قد تكون مرتبطة بتخفيض الرسوم الجمركية.

وتواجه أوغندا تعريفات جمركية بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، في إطار حرب الرسوم التي أطلقها ترامب بعد مجيئه إلى البيت الأبيض بفترة وجيزة.

وقال مسؤولون حكوميون محليون إن هذه الرسوم تهدد صادرات البلاد، خاصة المنتجات الزراعية، وإن كمبالا ستسعى إلى التفاوض على صفقة أفضل.

وتاريخيا، كانت الولايات المتحدة وأوغندا تربطهما علاقات جيدة، وترسل واشنطن مساعدات متنوعة إلى كمبالا بشكل روتيني ودائم، لكنها توترت بعد إقرار أوغندا مشروع قانون مناهض للجنسية عام 2023.

وتصاعدت التوترات بين البلدين، حتى فرضت واشنطن قيودا على المساعدات الموجهة إلى أوغندا، واستبعدتها من برنامج "أغوا" للتجارة الحرة، كما علّق البنك الدولي قروضه عامين قبل أن يرفعها في يونيو/حزيران الماضي.

يرى حقوقيون أن صفقة المرحّلين قد تساهم في تحسين صورة أوغندا لدى الإدارة الأميركية، لكنها ستكون على حساب المرحّلين أنفسهم.

وقال محامي حقوق الإنسان نيكولاس أوبيو، إن صفقة المرحلين تتعارض مع مبادئ القانون الدولي لأنها نوع من الاتجار بالبشر.
هل تستضيف أوغندا لاجئين بالفعل؟

تعتبر أوغندا أكبر بلد مضيف للاجئين في قارة أفريقيا، حيث تستضيف نحو 1.7 مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقد أشادت الأمم المتحدة مرارا بسياسة أوغندا "التقدمية" تجاه اللاجئين، ومحافظتها على نهج الباب المفتوح لدول الجوار التي تعاني من الحروب والصراعات.
لكن نشطاء المعارضة يحذرون من سجل الحكومة السيئ في حقوق الإنسان، وأن تمنح الصفقة الجديدة مزيدا من الشرعية للنظام الذي يحكم البلاد بقيادة موسيفيني منذ 1986، ويتهم بقمع المعارضين والصحفيين بالاعتقال والتعذيب والاختطاف.
ما الدول الأخرى التي استقبلت مرحّلين من أميركا؟

وليست أوغندا الدولة الأفريقية الوحيدة التي استقبلت مرحلين من الولايات المتحدة الأميركية، فقبلها جنوب السودان، ورواندا، التي استقبلت 250 مرحلا ووعدت بتوفير فرص عمل لهم.

كما استقبلت إسواتيني في يوليو/تموز الماضي مبعدين من الولايات المتحدة، من جنسيات مختلفة من ضمنها اليمن وفيتنام وكوبا، ومنهم من أدين بجرائم خطرة مثل الاغتصاب والقتل.

ومن خارج قارة أفريقيا، استقبلت السلفادور وكوستاريكا مئات من المرحلين مقابل مساعدات مالية من واشنطن.

متعلقات