الإثنين-18 أغسطس - 05:28 ص-مدينة عدن

تحليل: من الرابح ومن الخاسر في قمة ألاسكا؟

الأحد - 17 أغسطس 2025 - الساعة 07:55 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



من الرابح ومن الخاسر في قمة ألاسكا؟
ثابت حسين*
أكاد اجزم أنه لم يحظ حدثا عالميا بنفس الاهتمام العالمي الذي حظيت به قمة الرئيسين ترامب وبوتين يوم أمس الأول الجمعة.
آلاف وربما عشرات الآلاف من القراءات والتعليقات التي نشرت عن لقاء القمة بين ترامب وبوتين.
لكن الكثير مما نشر كان ممزوجا بلغة عاطفية ذات دوافع أيديولوجية أو تنقصه دقة المعلومات وعمق التحليل.
سأحاول هنا بعجالة من منظور ادعي أنه محايد ومطلع بالنظر إلى متابعاتي ومعرفتي بالقوتين العظميين أو ما فوق العظميين.
أولا: هذا اللقاء كان بين ندين قويين، كل واحد منهما يقدر قوة الأخر.
من تابع لقاءات الرئيس الأمريكي ترامب مع العديد من زعماء العالم بما فيهم زعماء دول عظمى...سيرى البون الشاسع بين تعامل ترامب مع هؤلاء الزعماء وبين تعامله المختلف مع الزعيم الروسي بوتين الذي اتسم بالندية والاحترام المتبادل.
بحيث كانت قمة لزعيمين موجبين ليس فيهما قويا وضعيفا...قمة لا مجال فيها للسخريه أو التوبيخ.
ثانيا: هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.
حيث وقفت الولايات المتحدة بكل قواها ومعها حلف الناتو ضد روسيا وفي دعم أوكرانيا.
وبينما كان ترامب يضع شرطا مسبقا لنجاح القمة وهو وقف اطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا...تراجع عن شرطه وايد الرئيس الروسي بضرورة الوصول إلى اتفاق "سلام" نهائي - قد يكون طويلا - .
ثالثا: بوتين حتى قبل وصوله إلى الولايات المتحدة حقق مكسبا، فبعد سنوات من العزلة الغربية، عاد إلى الأراضي الأميركية لأول مرة منذ عقد، واستُقبل بمقاتلات أميركية، وسجادة حمراء، وركوب "الوحش"، وهي السيارة المصفحة الخاصة بترامب.
رابعا : خرج بوتين من هذه القمة دون أي يقدم اية تنازلات جوهرية...ومحتفظا بعلاقة ودية مع ترامب أكثر من أي وقت مضى.
رابعا: رغم أن الاجتماع عقد على أرض أمريكية...إلا أن ترامب وخلافا للبروتوكول، سمح لضيفه بوتين ان يبدأ الحديث، وهي فرصة استثمرها بوتين ليعرض رؤيته لانهاء الحرب في أوكرانيا.
خامسا: على الرغم من أن ترامب لم يحصد مكاسب كثيرة إلا انه كسب امرين مهمين:
- الأمر الأول استغلال زيارة بوتين ضد التحقيقات الأمريكية عن التدخل الروسي في انتخابات 2016
- الأمر الثاني إشادة بوتين بترامب ووصفه بأنه لو كان حينها رئيسا لما حدثت الحرب أصلا في أوكرانيا عام 2022.
خلاصة الخلاصة...مجرد انعقاد القمة الأمريكية الروسية شكل حدثا تاريخيا مهما بعد سنوات من التوتر والحروب غير المباشرة...وقد يفتح هذا الحدث بابا لعودة العلاقات الثنائية والتفاهمات بين القوتين الأكبر عسكريا للتوافق بين الزعيمين على حلحلة العديد من العقد بدءا من سوريا، فباكستان وربما أوكرانيا وفي الشرق الاوسط واليمن.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري

متعلقات