الإثنين-11 أغسطس - 01:34 م-مدينة عدن

أصوات انفجار ودخان كثيف.. ماذا جرى في شمال شرق

الإثنين - 11 أغسطس 2025 - الساعة 10:09 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات




أفادت مصادر صحيفة، استنادًا إلى شهادات ميدانية ومصادر محلية متطابقة، بأن معسكرًا لتدريب عناصر قوات الدعم السريع شمال مدينة نيالا تعرّض لهجوم بصاروخ موجّه يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن انفجارات عنيفة هزّت الأحياء المجاورة وأحدثت حالة من الذعر بين السكان. وأوضح شهود عيان من شمال شرق نيالا لدارفور24 أنهم سمعوا دوي انفجارين متتالين في منتصف النهار، تبعهما تصاعد كثيف للدخان باتجاه جبل سقرا على طريق الفاشر، في مشهد وصفوه بأنه غير مسبوق منذ بدء التصعيد العسكري في المنطقة.

وبحسب ما نقلته دارفور24 عن مصادر محلية، فإن القصف استهدف مقر بعثة اليوناميد السابق المعروف بـ “السوبر كامب”، والذي كانت الأمم المتحدة قد سلمته للحكومة السودانية في عام 2022 لاستخدامه في أغراض مدنية، قبل أن تستولي عليه قوات الدعم السريع وتحوله إلى مركز لتدريب عناصرها. وأكدت المصادر أن الهجوم الجوي أدى إلى سقوط قتلى في صفوف الجنود، بينما نُقل المصابون إلى مستشفى بحي الجبل شرق نيالا، من بينهم الجنديان هيثم وآدم، اللذان تعرضا لإصابات بالغة شملت كسورًا في القدمين والرأس.

ورغم تأكيد وقوع خسائر بشرية، لم تتمكن دارفور24 من الحصول على حصيلة دقيقة للضحايا، نظرًا لاختفاء عدد من الجنود وتفحم جثث آخرين نتيجة شدة الانفجار. وفي تطور لافت، نقلت دارفور24 عن قيادي رفيع في قوات الدعم السريع اتهامه لبعض المدربين الجدد داخل المعسكر بتسريب معلومات استخباراتية إلى الجيش السوداني، الأمر الذي أدى إلى تنفيذ الغارة الجوية. وأشار المصدر إلى أن هؤلاء الأفراد اختفوا مباشرة بعد وقوع الهجوم ولم يُعثر لهم على أثر حتى لحظة إعداد التقرير.

وأوضحت المصادر أن توقيت القصف تزامن مع يوم الجمعة، وهو اليوم الذي لا يُسمح فيه للجنود بمغادرة المعسكر، خلافًا لبقية أيام الأسبوع التي تشهد خروجًا منتظمًا بعد الساعة السابعة صباحًا. ويُقدّر طول المعسكر المستهدف بنحو 13 كيلومترًا، ويمتد من منطقة المزلقان قرب وادي أندر، ويخضع لإجراءات أمنية صارمة تشمل التفتيش ومنع التصوير داخل الموقع.

كما رصدت المصادر إقامة مراسم عزاء في حي الرياض شرق نيالا لجندي قُتل في الغارة، وهو شقيق ضابط برتبة نقيب في قوات الدعم السريع. وفي سياق متصل، أفادت مصادر أخرى للمنصة بأنهم شاهدوا حركة طيران صغيرة نفذت أكثر من خمس رحلات هبوط وإقلاع من مدرج اليوناميد مساء الجمعة، عقب تنفيذ القصف في وقت سابق من نفس اليوم.

ويأتي هذا الهجوم في ظل تصعيد واضح من قبل الجيش السوداني، الذي كثّف من استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع استراتيجية تابعة لقوات الدعم السريع في نيالا، بعد توقف طلعات المقاتلات الحربية منذ حادثة إسقاط طائرة أنتونوف في فبراير الماضي. وتُشير دارفور24 إلى أن مدينة نيالا أصبحت مؤخرًا مقرًا إداريًا لتحالف “تأسيس”، الذي يضم قوات الدعم السريع إلى جانب حركات مسلحة ومكونات سياسية وأهلية، وذلك عقب إعلان تشكيل مجلس رئاسي وتعيين رئيس للوزراء في نهاية يوليو المنصرم.

متعلقات