أفتتح السير جيه. أتش. كيه. ستيوارت، حاكم عدن، محطة كهرباء عدن في 11 فبراير 1926م
الخميس - 24 يوليو 2025 - الساعة 03:43 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن " عدن سيتي " بلال غلام حسين
أفتتح السير جيه. أتش. كيه. ستيوارت، حاكم عدن، محطة كهرباء عدن في 11 فبراير 1926م وقد حضر حفل الإفتتاح جمع غفير من الضباط المدنيين والعسكريين وسكان عدن من كافة الطبقات والطوائف .. وبعد حفل الإفتتاح مباشرة، تم قص الشريط إيذاناً بإضاءة الكهرباء في كافة مناطق مدينة عدن، في المساكن والمرافق العامة، والمحلات والمعسكرات والمستشفيات والشوارع.
لم يكن الأمر مجرد مشروع بنية تحتية فحسب، بل كان رمزاً لروح المبادرة والطموح، وشهادة على قدرة الإنسان العدني على صناعة النور، حرفياً ومعنوياً، في زمن كانت فيه أغلب المدن في الجزيرة العربية تغرق في الظلام .. ومع تدفق النور في شوارع مدينة عدن ومرافقها، تغيرت ملامح الحياة اليومية لأبناء المدينة، حيث أصبح الليل امتداداً للنهار، تعج فيها الحركة والنشاط، وازدادت وتيرة التعليم والعمل والإنتاج .. المستشفيات باتت أكثر قدرة على تقديم الرعاية في كل الأوقات، والمرافق العامة بدأت تأخذ طابعاً أكثر تنظيماً وحداثة .. لقد أعادت الكهرباء تشكيل إيقاع المدينة، ورسخت في وجدان سكانها معنى النهوض والكرامة.
لقد شكلً هذا الحدث التاريخي محطة فارقة في مسيرة عدن الحديثة، حين أضاءت الكهرباء سماء المدينة في لحظة مهيبة من لحظات التحول الحضاري .. ويُحسب لحاكم عدن السير ستيوارت، بعد نظره وإيمانه العميق بأهمية التقدم المدني، إذ لم يكن مجرد حاكم عابر، بل شخصية قيادية، عمل جاهداً لترك بصمة واضحة في تحديث اللبنات الأولى للبنية التحتية للمدينة .. لقد ساهم بدعمه وتشجيعه في تحويل عدن إلى مدينة نابضة بالحياة في عهده، تتطلع إلى المستقبل بثقة، وتنافس كبرى الموانئ في المنطقة.
وفي الأخير أقول .. في ١١ فبراير من العام القادم، سوف تأتي الذكرى المئوية على تأسيس الكهرباء في مدينة عدن، هي وقفة فقط، وأنظروا إلى حالها اليوم الذي لا يسر عدو ولا حبيب!! .. لأن قيادة دفة البلاد هو فن بحد ذاته، لا يجيده الكثيرون، ولكم في قيادتنا عبرة في ذلك😏 لأنه عندما يكون القائد أو الحاكم من أمثال السير ستيوارت، ذو رؤية ثاقبة، ولديه بعد نظر، فأن مدينته لا تسير فقط نحو التنمية العمرانية، بل نحو نهضة شاملة تشمل الإنسان والمكان.
بلال غلام حسين
٢٤ يوليو ٢٠٢٥م