نجم كروي كبير يهوى تحت وطأة المرض الذي لا يرحم..
الإثنين - 21 يوليو 2025 - الساعة 09:11 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" خاص
أديب سيف..ظهير أيسر عصري..ضابط أمن ميناء عدن..نقطة التقاء الهدوء والحركة..البر والبحر..كان في عصر الميناء الذهبي فنارا ضوئيا مبهرا يرشد كل عابر سبيل إلى ميناء التواهي..
إذا كان هناك لاعب أثرى الجهة اليسرى بعد الظهير الوحداوي الطائر ياسين محمود فهو بلا شك أديب سيف..
وأديب لم يكن سيفا بتارا يسطع ويلمع ويقطع فقط..لكنه كان اللاعب الشامل الذي يلعب في كل مراكز الدفاع بكفاءة عالية..
ومثلما كان حظ أديب سيف مع هذه الدنيا متعثرا وتلك مشيئة الله.. فإن هذا اللاعب تعرض لتعتيم إعلامي غير مسبوق..ثم لظلم ذوي القربي الذين شفروا مواهبه الكثيرة وحرموه من تمثيل المنتخبات الوطنية..
أديب سيف..ذلك الظهير الصلب.. نحلة الجهة اليسرى التي تصنع العسل المستساغ..أنهكه المرض..نال منه..جسد هزيل..روح معنوية منخفضة..ووجه قاتم تعتليه غبرة الخذلان وقترة الإهمال..
لم يسبق لي أن شاهدت ظهيرا مثله يتمنطق ببيت شعري لعنترة بن شداد:
وسيفي كان في الهيجاء طبيبا..يداوي رأس من يشكو الصداع..
أديب الذي كان سيف الميناء في الهيجاء..طبيبه المدواي في الضراء.. خارت قواه اليوم..عليل يشكو ويبث همه لله وحده..لا يجد طبيبا ولا دواء ولا من يؤنس عليه وحدته في الليلة الظلماء..
أديب سيف.. إنسان جميل.. أخلاق..سجايا..تواضع..بساطة متناهية..يحمل قلبا مثقلا بهموم غيره..
اليوم أديب الميناء في محنة مرضية قاسية.. انزوى سيفه إلى ركن مظلم قصي يعتصره الألم.. يبكي ظله..يرثي شبحه..يعد النجوم..بائسا حزينا..يضمحل صحيا بهدوء دون ضجيج..
يا نائف البكري..يا وجدان شاذلي..يا ميناء..يا شعلة.. انقذوا أديب الوطن وسيفه وقت المحن..
محمد العولقي