السبت-19 يوليو - 04:43 م-مدينة عدن

التصفح المتواصل للهاتف.. قد يضر بتركيزك ومزاجك

الخميس - 17 يوليو 2025 - الساعة 01:47 م بتوقيت العاصمة عدن



هل تفتح هاتفك «لدقيقتين فقط»، لكنك تكتشف بعد 45 دقيقة بأنك لا تزال تتصفح مقاطع الفيديو أو تتابع الصور المتدفقة على الحسابات التي تتابعها؟ هذه الظاهرة، التي تُسمى «التصفح المتواصل»، ليست بالأمر الهيّن: فهي تُنشّط آليات عصبية مُحددة يُمكن أن تؤثر في تركيزك ومزاجك، ومستوى توترك.

في كل مرة نصادف فيها محتوى جديداً وممتعاً مثل صورة طريفة أو فيديو جميل أو رسالة شيقة، يُفرز الدماغ الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة.

وتكمن المشكلة في أن هذه المكافآت تصلنا عشوائياً. والنتيجة - وفق تقرير نشره موقع passportsante الطبي - هي أننا نرغب في الاستمرار في المشاهدة والتمرير أو ما يسمى بالـ«السكرولينغ» مراراً وتكراراً، في انتظار المتعة التالية.

◄ فقدان تدريجي للسيطرة

صُمم الانتقال المستمر من فيديو لآخر أو «السكرولينغ» ليظل بلا توقف أي لا نهاية للتصفح ولا توقف طبيعيا له، وهذا الغياب للحدود البصرية يُشوّش رؤيتنا. ووفق دراسة أجراها مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، يقضي المستخدمون وقتاً أطول بنسبة %30 إلى %50 في المتوسط ​​على تطبيقات ذات تمرير لا نهائي مقارنةً بتطبيقات أخرى تقليدية. وهذا الاستهلاك السلبي يزيد من خطر الاستخدام القهري، مما يؤدي أحيانًا إلى الإدمان الرقمي.

◄ إرهاق ذهني غير مرئي

عند تصفح الإنترنت، يُعالج دماغنا كماً هائلاً من المعلومات في وقت قصير جداً مثل الأصوات والصور والنصوص والمشاعر. وهذا التدفق المستمر يُسبب إرهاقاً ذهنياً، يستنزف موارد انتباهنا دون أن نُدرك ذلك.

كما أظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا أن هذا الإرهاق المستمر يُمكن أن يزيد من مستويات التوتر والانفعال، حتى بعد جلسة تصفح قصيرة.

◄ تأثير في الانتباه والنوم

عند التعود على هذا المحتوى السريع واللحظي، يُصاب الدماغ بنوع من عدم القدرة على تحمل الملل، ويواجه صعوبة متزايدة في التركيز على مهمة أطول مثل قراءة مقال أو مشاهدة فيلم أو حتى متابعة محادثة. وعلاوة على ذلك، يُؤخر تصفح الإنترنت مساءً إفراز الميلاتونين الطبيعي (هرمون النوم)، ويؤدي إلى اضطرابات في إيقاع النوم والاستيقاظ لدى العديد من المستخدمين المنتظمين.

لذا، فإن التمرير اللانهائي ليس مجرد هواية، بل هو مُحفّز عصبي قوي. وفهمه يُمكّنك من حماية نفسك منه بشكل أفضل، إذ ان تحديد وقت ثابت أو تعطيل الإشعارات أو إلغاء التشغيل التلقائي، كلها إجراءات فعّالة للحد من الإدمان الرقمي.

متعلقات