الإثنين-07 يوليو - 06:20 م-مدينة عدن

مواقف متباينة من التطبيع مع إسرائيل في سوريا الجديدة

الإثنين - 07 يوليو 2025 - الساعة 02:00 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي"متابعات




لم يعد الحديث في سوريا عن التطبيع مع إسرائيل من المحرمات فهذه الأخيرة تعلم جيداً أن انشغال السوريين بواقعهم الأمني والمعيشي المزري يجعل مسألة رفضهم للتطبيع معها تتأخر عن أولويات الأمان والطعام التي تسنّمت ذروة الاهتمامات، هذا على المستوى الشعبي.

ومن المفارقة بأن السوريين المختلفين فيما بينهم على بديهيات المواطنة ومفردات العقد الاجتماعي الجديد بات يجمعهم أو يجمع جلهم على أقل تقدير فكرة أن التطبيع مع إسرائيل لم يعد كما كان في السابق من المحرمات التي تستوجب التكفير والتخوين لمعتنقها ومروجها على السواء بصرف النظر عن رغبتهم الفاترة في تحويل هذا التسليم المر بقبول إسرائيل إلى اعتراف دبلوماسي يمهد لسلام مع دولة احتلال لم تجنح إليه يوماً في عرفهم واعتقادهم.

لكن الإحباط كما العبقرية يصنع المعجزات وإن اختلفت الآلية بين الفاعل والمفعول به في قوانين الإعراب عن المواقف.

هذه شروط دمشق للتطبيع

أشار القانوني والمحلل السياسي السوري فراس خليل إلى ورود العديد من التقارير التي تتحدث عن لقاءات بين مسؤولين سوريين ونظرائهم الإسرائيليين، لقاءات أخذت طابعاً غير مباشر أحياناً ومباشرا في أحايين آخرى لافتاً إلى أن الغرض من هذه الاجتماعات كان منع تدهور الأوضاع إلى حرب بين الطرفين خاصة وأن إسرائيل لم تتوقف عن استهداف الأراضي السورية قبل وبعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي حديثه أشار خليل إلى أن دمشق لن تقبل بالشروع في عملية تفاوض نهائية مع إسرائيل حول الدخول في الاتفاقيات الإبراهيمية قبل تعهد إسرائيلي صريح بالانسحاب من الأراضي السورية التي اجتاحتها عقب سقوط نظام الأسد ووقف الاعتداءات الجوية والبرية الإسرائيلية على الأراضي السورية والشروع في التوصل إلى ترتيبات أمنية على جانبي الحدود.

وحول الجولان السوري المحتل أكد القانوني السوري أن الجولان أرض سورية لا يبدو أن دمشق بوارد التنازل عنها حتى وإن أظهرت جانب المرونة في حل المشاكل الحدودية مع الجانب الاسرائيلي.

وأضاف بأن هناك أفكاراً كثيرة يمكن أن ترضي الجانبين من قبيل استئجار إسرائيل للجولان مع بقائها قانونياً أرضا سورية ولا يُسقط عنها هذه الصفة قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى بالاعتراف بها كأرض لإسرائيل.

ودعا القانوني السوري إسرائيل لتلقف الفرصة الحالية وعدم ممارسة الضغوط على الرئيس السوري أحمد الشرع والكف عن إحراجه أمام شعبه من خلال استمرار الاعتداءات على سوريا وعدم ملاقاة يده الممدودة للسلام معتبراً أن الأمور قد تتبدل إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم تغتنم إسرائيل الفرص التي يقدمها لها الرئيس الشرع ومبادرات حسن النية التي لم يتوقف عن إرسالها لتل أبيب.

واستبعد خليل أن تقدم الحكومة السورية على مقايضة الجولان بأراض لبنانية سواء في طرابلس أو غيرها مشيراً إلى أن من سرب هكذا أخبار يسعى للتشويش على النوايا السورية الصادقة للسلام مع إسرائيل والإلتزام بحسن الجوار مع لبنان وبقية الدول العربية.

الحكومة تبحث عن مصلحتنا

لا يرى الشيخ محمد (رجل دين وإمام جامع) أي ضير في توقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل وهو يؤمن بأن الرئيس أحمد الشرع يعرف مصلحة سوريا جيداً في هذا الشأن ويسعى إليها بكل ما أوتي من حكمة.

وفي حديثه لـ" RT" أشار الشيخ محمد إلى أن الرئيس الشرع يقتدي بسنّة الرسول محمد الذي أبرم مع المشركين "صلح الحديبية" قبل أن يفتح الله عليه مكة، كما أن الرئيس الشرع ينظر فيما يملك من أوراق قوة للتفاوض مع إسرائيل بحيث يعيد الأراضي التي احتلتها إلى السيادة السورية كما تفعل كل الدول التي تخضع أراضيها للاحتلال.

وشدد الشيخ محمد على أن الصلح مع إسرائيل لا يخالف ما أمر به الله لأنه سيأتي وفق رؤية حكومة تستند إلى شرع الله في كل ما تقوم به وعليه فإن الرئيس أحمد الشرع يسعى للتمكين واستغلال الظروف الدولية التي فتحت الأبواب أمامه فبات لزاماً عليه استغلال هذه المناخ الإيجابي لتحصيل أكبر قدر من المكاسب عبر دول قد تتوسط بينه وبين إسرائيل ويمكن لها أن تمارس الضغط عليها حين تلمس الجدية وصدق النوايا في الموقف السوري المرحب بالسلام.


من جانبه يرى الصناعي من حلب خالد العمر أن الشعب السوري تعب من الحرب وبات بحاجة للسلام مع إسرائيل حتى لو اضطر للتنازل عن الجولان أو جزء من السيادة السورية عليه.

وفي حديثه لموقعنا شدّد العمر على أن الحكومة السورية يمكن أن تؤجر الجولان أو تقبض على ثمن اقتصادي كبير مقابل عدم التمسك الأعمى به مشيراً إلى أن الزمن اليوم بات زمن الإنفتاح الاقتصادي العابر للحدود وليس زمن التمسك بحغرافيا هي فعلاً تحت السيطرة الإسرائيلية وتتسبب المطالبة بها في تأخير النمو والانفتاح على العالم ووقف عجلة الإقتصاد في سوريا.

وطالب الصناعي العمر السوريين بعدم الضغط على الرئيس الشرع فيما يخص السلام مع إسرائيل نظراً للظروف الصعبة التي تعيشها الحكومة الوليدة والتي تقتضي منها المرونة في التعامل مع استحقاق مصيري كهذا قد يدفع مروره بسلاسة إلى فتح آفاق إقتصادية مثمرة من قبل المجتمع الدولي مع الجانب السوري خلافاً للعقوبات التي كان يفرضها العالم على سوريا بزعم تمسكها بمحور الممانعة.

الصيت لنا والفعل لكم

من جانبه هاجم ابن مدينة السويداء المحامي فريد حمدان حكومة الشرع وقال إنها تمارس التضليل بحق الشعب السوري فهي من جانب تتهم الأقليات وخصوصاً الأكراد والدروز بالاستقواء بإسرائيل فيما بادرت هي منذ اللحظة الأولى لفتح كل قنوات التواصل المباشر وغير المباشر مع تل أبيب وسلمتها أرشيف الجيش والمخابرات السورية بالكامل فضلاً عن رفات جنود إسرائيليين ومتعلقاتهم الخاصة دون أن تقبض أي ثمن وطني مقابل هذه التنازلات التي تزامنت مع اعتداءات إسرائيلية لم تتوقف على الجغرافيا السورية.


متعلقات