تعز تحتضن الموسم الثاني من مختبر الابتكار الاجتماعي في اليمن "تحدي التعليم 2025"
الإثنين - 30 يونيو 2025 - الساعة 06:45 م بتوقيت العاصمة عدن
تعز "عدن سيتي" خاص
أطلقت وحدة مبادرات التنمية الاقتصادية التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه مختبر الابتكار الاجتماعي الثاني "تحدي التعليم 2025م"، والذي تحضتنه مدينة تعز خلال الفترة من 29 يونيو وحتى 2 يوليو 2025، بالشراكة مع مؤسسة رواد، الاتحاد الأوروبي، وشركة ديب روت للاستشارات، ضمن خطة دعم تمتد لخمس سنوات قادمة تستهدف بناء منظومة ابتكار وطنية قادرة على مواجهة تحديات التنمية في مختلف القطاعات الحيوية في اليمن.
وفي حفل التدشين الذي أقيم، أمس الأحد، بجامعة تعز، القى وكيل محافظ تعز المهندس رشاد الأكحلي، كلمة أكد فيها على دعم السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان، لمختبر الابتكار الاجتماعي المكرس لمواجهة تحديات التعليم، وتذليل أي صعوبات أمام الشباب والمبدعين والاستفادة من مخرجات ومشاريع الابتكار والإبداع".
وعبر" الاكحلي" عن سعادة قيادة المحافظة باحتضان تعز لهذه الفعالية المهمة التي تأتي تأكيدا على ما تمثله تعز كمركز إشعاع ثقافي وحضاري وحاضنة للعلم. مضيفا "نتطلع في السلطة المحلية لأن يكون المختبر تجربة نموذجية وملهمة".
وقال:"أن هذه الفعالية تكتسب أهميتها من كونها تستهدف اهم قطاع حيوي تعرض للدمار بسبب الحرب وتسبب في خروج ٧٧% من الطلاب عن التعليم مع شحة في الامكانيات والموارد، مثمنا دور الشركاء والممولين وعلى رأسهم الاتحاد الاوربي والذي له أدوار واسهامات بالشراكة مع السلطة المحلية، ومجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه التي لها دور ريادي وتنموي واسع في شتى المجالات وفي مجال التعليم ودعم البنية التحتية وتوفير الدعم للمدارس.
داعياً شباب المحافظة إلى الإبداع والابتكار، في قضايا وتحديات تنموية، من خلال الآلية المنهجية، التي تقوم على التشاركية لتجريب النماذج الأولية والحلول الواقعية، كما دعا الجهات الرسمية ذات العلاقة، والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والشبابية في تعز إلى التفاعل الإيجابي والاستفادة من مخرجات ومشاريع المختبر وتجسيد صورة إيجابية مع الجهات المنفذة والداعمة للمشروع.
وفي كلمته اعرب سفير الاتحاد الاوربي السيد غابرييل مونويرا فينيالس، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية المهمة وعن شكره وتقديره لمؤسسة رواد التي نظمت لهذا المختبر ولجامعتي تعز والسعيد اللتين تستضيفان فعاليات المختبر، كما ثمن دور مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه والسيد نبيل هائل سعيد لمساهمتهم الفاعلة في المختبر وتمويله.
مؤكداً أن الدعم المالي يحفز الإبداع وهذا ما يتوجب على القطاع الخاص والشركاء القيام به، وأن مختبر الابتكار الاجتماعي يعد مثالا لهذا التعاون والشراكة في مجال الابتكار ودعم الشباب اليمني بين الاتحاد الأوروبي والقطاع الخاص.
وقال سفير الاتحاد الاوربي "نحن نؤمن أن تقديم الدعم للشباب اليمني سيثمر ابتكار جيد في المستقبل للطلاب اليمنيين في مجالات مختلفة"، مشيرا الى الدور الذي يقدمه الاتحاد الاوربي في تقديم المنح ودعم مشاريع التنمية، متمنياً لجميع الفرق المشاركة الاستفادة من هذه المبادرة وتطوير مشاريعهم المستقبلية.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة إقليم اليمن العضو المنتدب لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه الاستاذ نبيل هائل سعيد: "يشرفنا اليوم أن نحتفي معكم بهذه المبادرة لدعم قطاع التعليم والذي يعد خطوة مهمة في مسيرة المجموعة في اليمن مسيرة محفوفة بالأمل والتفاؤل بمستقبل افضل والاستثمار الحقيقي في الطاقات الشبابية عبر هذه المبادرة".
وأضاف: "أن مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه ترى أن شباب اليمن ليسوا فقط مستقبل الوطن، بل هم حاضره القادم وعقله المبدع وقلبه النابض للحلول، مضيفاً "اثبت شبابنا، كل ما أتيحت لهم الفرصة أنهم أهل للثقة، وأنهم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص والواقع إلى طموح حي".
ونوه الاستاذ نبيل هائل، في كلمته بأن مختبر الابتكار الاجتماعي ليس حدثا عابرا ولا مسابقة عادية ولكنه منصة لدعم التنمية المستدامة وحاضنة لدعم المواهب وتشجيع الأفكار المحلية والاستثمار فيها وتحويلها إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، معتبرا الشراكة في دعم هذا المختبر بين المجموعة والاتحاد الأوروبي نموذج لدعم التنمية المستدامة في اليمن، وأن الاستثمار في الإنسان اهم استثمار يمكن أن يقوم به الشركاء المحليين والدوليين.
من جانبهم أشار ممثلو الشركاء التنفيذيين للمختبر (مؤسسة رواد، وشركة ديب روت للاستشارات) والمدير التنفيذي لوحدة المبادرات الاقتصادية بمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه في كلماتهم خلال فعالية التدشين، على ما يمثله مختبر الابتكار الاجتماعي في اليمن من اهمية كبيرة وفرصة سانحة للشباب.
مستعرضين الاهداف والتفاصيل والتوجهات الخاصة بالفعالية، وعددا من التطلعات والانتظارات التي يستهدفها المختبر في موسمه الثاني 2025، لمواجهة تحدي التعليم في اليمن والخروج بحلول مبتكرة تسهم في معالجة تلك التحديات والتخفيف منها مرحليا، كما شمل برنامج الفعالية عددا من العروض الفنية والنماذج الملهمة، وعددا من الجلسات النقاشية التي تلت حفل التدشين.
ويُعد مختبر الابتكار الاجتماعي تقليدا عالميا حديثا تنتهجه عدد من الدول والمنظمات من اجل دعم وتشجيع الشباب على الابتكار وجعله نهجا شاملا يعمل على توجيه وتأطير الابتكار للمساهمة بفاعلية في معالجة تحديات التنمية ويمثل المختبر مبادرة مهيكلة "مختبر" يُعالج من خلالها المشكلات المجتمعية عبر تشجيع الأفكار من داخل المجتمع المحلي.
كما يعمل على رعاية الحلول المتميزة، وتحويلها إلى واقع ملموس عبر سلسلة من الفعاليات والأنشطة الداعمة التي ترافق المشاركين في رحلة الابتكار، بدءًا من تحديد المشكلات، مرورًا بمرحلة العصف الذهني وبناء النماذج الأولية للحلول، وصولًا إلى إطلاق مشروع أو شركة ناشئة قابلة للتطبيق العملي.
وينطلق "تحدي التعليم "2025 كمبادرة جديدة ضمن مختبر الابتكار الاجتماعي، مستهدفًا قطاع التعليم الذي تأثر بشدة جراء سنوات الصراع، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتدهور البنية التحتية وحرمان ملايين الأطفال من حقهم في التعليم. ويهدف هذا التحدي إلى استثمار طاقات الشباب لتطوير حلول مبتكرة لمعالجة هذه الفجوات، سواء عبر التقنيات الحديثة، أو نماذج التعليم المجتمعي، أو برامج التدريب المهني المرتبطة بسوق العمل.
وفي تصريح خاص قالت مديرة المختبر من" مؤسسة رواد" نجاة الشوافي، نتوقع أن يحقق مختبر الابتكار الاجتماعي الثاني المكرس لتحدي التعليم نتائج واعدة مماثلة لما أنجزه مختبر الزراعة 2024م، حيث تم استقبال مئات الأفكار المبتكرة، التي تمت دراستها وفحصها واختيار أفضلها للمشاركة في فعالية "الهاكاثون" التي ستحتضنها جامعة السعيد بتعز خلال الايام الاربعة القادمة.
مشيرة إلى أن الفرق ستعمل خلال هذه الفعالية على تطوير نماذج أولية لمشاريع متنوعة، مثل: (منصات تعليم إلكتروني باللغة العربية للمناهج اليمنية، فصول دراسية تعمل بالطاقة الشمسية، برامج تربط طلاب التعليم المهني بفرص العمل في السوق المحلي).
وأضافت :"ستحصل المشاريع المتميزة على منح تأسيسية ودعم احتضاني لمساعدتها على النمو، مع توقع ظهور ما لا يقل عن 12 شركة ناشئة أو مبادرة اجتماعية جديدة في قطاع التعليم، حتى لو نجح عدد محدود فقط من هذه المشاريع، فمن الممكن أن تحقق تأثيرًا ملموسًا على آلاف الطلاب".
يذكر أن تحدي التعليم 2025م يمثل انطلاقة جديدة لمرحلة قادمة تشمل موضوعات تنموية كثير سيتم استهدافها ضمن مختبر الابتكار الاجتماعي من خلال خطة خمسية مدعومة من الاتحاد الأوروبي ومجموعة هايل سعيد أنعم، تستهدف تنفيذ خمس دورات للمختبر في قطاعات حيوية أخرى مثل الطاقة، الصحة، المياه، والاقتصاد الرقمي سيتطور النموذج سنويًا ليعزز الأثر ويرسّخ ثقافة الابتكار المستدام في معالجة تحديات اليمن.