الإثنين-23 يونيو - 01:33 ص-مدينة عدن

ملعب خاليسكو..الزمان 21 يونيو 1986..فرنسا والبرازيل ربع نهائي مونديال المكسيك بوادي الحجارة (جوادا لاخارا).

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 09:32 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


منتصف النهار..الشمس عمودية..الحرارة كأنها جمرا مستعرا وسط الرماد..الرطوبة عالية لا تطاق.. مقياس الحرارة سجل 40 درجة مئوية..يا إلهي..
واحدة من أروع مباريات بطولات كأس العالم..بل إن الفيفا صنفتها على أنها مباراة القرن..كانت المباراة الملتهبة حوارا ساخنا بين أفضل خطي وسط في العالم..
فرنسا بمربعها السحري ميشيل بلاتيني وجان تيجانا وآلان جيريس ولويس فيرنانديز..
والبرازيل براقصي السامبا سقراط وفالكاو وجونيور وبرانكو قبل أن ينضم إليهم زيكو في الشوط الثاني..
المباراة أوفت بوعودها..باحت بكل أسرارها..مباراة الجنون والفنون كانت أكثر سخونة من درجة الحرارة العالية..
أتفق المنتخبان على تقديم مباراة خالدة للتاريخ.. وكأنها مباراة استرضاء لأرواح ملوك أزيتيك.لقد قدر لتلك الدراما فائقة الجودة أن يحكم الحظ مصيرها..
البرازيل عانت كثيرا من ثنائيات بلاتيني وجيريس..في حين كان كاريكا من هناك يثير الرعب في دفاعات فرنسا عدا الظهير الأيسر القوي مانويل آمروس الذي صنف بعد هذه المباراة على أنه افضل ظهير أيسر في البطولة..
هدف من جانب كاريكا..ثم تعادل من جانب ميشيل بلاتيني..
كان هذا أول وآخر هدف يسكن شباك حارس البرازيل كارلوس الذي أمضى 411 دقيقة في المونديال بشباك عذراء..
البرازيل خانها التوفيق كثيرا..كرة في القائم..ثم كرة في العارضة..وعندما صرخ جمهور البرازيل في وجه المدرب تيلي سانتانا:
نريد زيكو العظيم..لم يكن زيكو على قدر الرهان لأنه أهدر ركلة جزاء في آخر ربع ساعة أمام تألق الحارس الفرنسي جويل باتس..
صرخ باتس:
إنه يومنا..
كان هذا هو يوم عيد ميلاد ميشيل بلاتيني الواحد والثلاثين..كان على رفاقه أن يقدموا له هدية لا تقدر بثمن في ذلك النهار..
كان مخططا أن تكون الركلة الخامسة والأخيرة من نصيب ميشيل بلاتيني في ركلات الترجيح..غير أن لويس فيرنانديز أقنع بلاتيني بأن تكون الأخيرة من نصيبه لتكون خير هدية..
أومأ بلاتيني برأسه موافقا مع جملة تحذير رهيبة من صاحب الأداء الأنيق والقميص غير المهندم:
حسنا لو ضاعت سأركلك بقدمي..
القدر لم يكن رحيما ببلاتيني لأنه أرسل ركلته الرابعة عاليا على غير العادة..
كان سقراط قد أفلت الركلة الأولى باستهتار شديد أمام باتس..وعندما أسودت الدنيا في وجه بلاتيني تدخل القائم الأيمن ليمنع ركلة خوليو سيزار..
وهنا تقدم كلب الحراسة فيرنانديز..تعلقت به عيون أمتين عاشتا على النقيض..جثا بلاتيني على ركبتيه.. فيرنانديز بتمثيل هوليودي..خدع كارلوس..دخلت الكرة المرمى..
فازت فرنسا بمباراة القرن..واحتفل ميشيل بلاتيني بعيد ميلاده بصورة هيستيرية لا تصدق..لكن سعادة بلاتيني بعد ذلك خارت أمام ألمانيا الغربية في نصف النهائي..تم تشييع فرنسا إلى مثوى الإقصاء والجنازة ديك..
من منكم شاهد ملحمة البرازيل وفرنسا..؟

محمد العولقي

متعلقات