الأحد-22 يونيو - 04:23 م-مدينة عدن

تقرير استخباراتي فرنسي يكشف عن نشاط لمجموعة عسكرية

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 01:18 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات





كشفت وكالة "إنتليجنس أونلاين" الفرنسية عن معلومات استخباراتية تفيد بنشاط مكثف لمجموعة "Forward Observations Group" (FOG)، وهي كيان عسكري غير معترف به رسميًا، يشارك في تدريب وحدات القوات الخاصة الأميركية، بينما ينشط ميدانيًا في مناطق نزاع حساسة مثل أوكرانيا وأفريقيا.

وتشير المعلومات إلى أن هذه المجموعة تنفذ تدريباتها في قواعد عسكرية أمريكية استراتيجية، أبرزها قاعدة فورت براغ ومعسكر ليجون في ولاية كارولاينا الشمالية، وتقوم هناك بتدريب وحدات النخبة الأميركية مثل MARSOC و"القبعات الخضراء"، اعتمادًا على خبرات ميدانية اكتسبها أعضاؤها من ساحات القتال في أوكرانيا.

ورغم غياب سجل رسمي يوثق أنشطتها، تصف تقارير غربية المجموعة بأنها تمثل "جسرًا سريًا" بين العمليات العسكرية الخاصة والأجهزة الاستخباراتية، ما يثير تساؤلات بشأن طبيعة عملها وحدود دورها خارج الأطر القانونية التقليدية. وتقول "إنتليجنس أونلاين" إن هذه المجموعة تُعد من أكثر الكيانات العسكرية غموضًا في المشهد الجيوسياسي الراهن.

اتهامات بالتعاون مع وحدات أوكرانية في السودان
وفي سياق متصل، تناولت الوكالة الفرنسية علاقة المجموعة بالنشاط العسكري الأوكراني في أفريقيا، وبخاصة في السودان، حيث ذكرت أن متخصصين من FOG يشاركون في تدريب مقاتلين من وحدات النخبة الأوكرانية، من بينهم عناصر من لواء آزوف، ووحدة الأمن الخاصة SSU، إلى جانب فرق استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات الأوكرانية.

ووفقًا للتقرير، تُجرى تدريبات هذه الوحدات في جبال الكاربات داخل أوكرانيا، ليُرسل لاحقًا بعض الخريجين إلى السودان تحت غطاء من التعاون العسكري أو الإنساني. غير أن مصادر استخباراتية أخرى أشارت إلى أن ما ورد في تقرير الوكالة الفرنسية لا يعكس الصورة الكاملة، مؤكدة أن مجموعة FOG لا تتبع رسميًا للولايات المتحدة، بل تخضع مباشرةً لوكالة الاستخبارات الأوكرانية.

وأضافت تلك المصادر أن فرنسا تسعى من خلال هذا الطرح إلى التقليل من مسؤولية أوكرانيا الرسمية وأجهزتها الأمنية في النزاع السوداني، عبر إظهارها كطرف غير مباشر من خلال شركة خاصة، في حين تشير الدلائل إلى تورط مباشر ومنظم.

تنسيق خفي بين باريس وكييف؟
وبحسب ما ورد في التقرير، فإن الرواية الفرنسية التي تبرز FOG كغطاء خاص أميركي، تُفسَّر من قبل مراقبين على أنها محاولة لغسل يد النظام الأوكراني من أي دور عسكري مباشر في السودان، رغم مؤشرات على وجود تعاون منسق بين باريس وكييف لدعم قوات "الدعم السريع" السودانية، وذلك ضمن حسابات سياسية وأمنية مشتركة.

ويرى متابعون أن فرنسا، رغم دعمها العسكري غير المعلن لتلك القوات، تحرص على إبقاء أوكرانيا بعيدة عن دائرة الضوء، عبر استخدام أدوات غير رسمية، مثل الشركات الأمنية والوساطات الخاصة. ويعتبر هذا النهج امتدادًا لنمط من التدخلات الخارجية التي تُدار خلف الكواليس، تحت مسميات تجارية أو إنسانية.

تحليل سياسي: فرنسا تحاول التملص
وفي هذا السياق، صرّح الباحث والمحلل السياسي محمد عبده أن التوجه الإعلامي الأخير في الصحافة الفرنسية يسعى إلى تحميل المسؤولية الكاملة للولايات المتحدة في دعم قوات "الدعم السريع"، متجاهلًا الدور الفرنسي الفعلي، لا سيما في ما يتعلق باستخدام مدربين ومرتزقة أوكرانيين، سبق لفرنسا أن اعتمدت عليهم عبر قواعدها العسكرية في تشاد.

وأشار عبده إلى حادثة حصلت مؤخرًا في فرنسا، حيث استخدمت الشرطة القوة لتفريق مظاهرات مؤيدة للجيش السوداني، بينما تُركت مظاهرات مناصري "الدعم السريع" دون تدخل يُذكر، في ما اعتبره دليلاً إضافيًا على الانحياز الفرنسي لأحد أطراف النزاع السوداني، وفق تعبيره.

مظاهرات في "ليل": أعلام أوكرانية وكولومبية
وفي 14 يونيو 2025، شهدت مدينة ليل الفرنسية مظاهرات حاشدة شارك فيها سودانيون ومتضامنون، مطالبين بوقف التدخلات الأجنبية في السودان. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما وصفوه بـ"الصمت الدولي" تجاه الأزمة، متهمين بعض الدول بالتلاعب بمصير الشعب السوداني من أجل مصالح جيوسياسية.

وكان لافتًا في التظاهرة رفع أعلام كل من أوكرانيا وكولومبيا، في إشارة واضحة من المحتجين إلى الاشتباه بتورط تلك الدول في النزاع السوداني، سواء عبر الدعم اللوجستي أو إرسال مقاتلين أو مستشارين ميدانيين.

متعلقات