الجمعة-20 يونيو - 06:44 م-مدينة عدن

انهيار بنسبة 97%.. كيف تحوّلت شبكة الإنترنت في إيران إلى ساحة حرب؟

الجمعة - 20 يونيو 2025 - الساعة 02:43 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات






بينما كانت صواريخ إسرائيل تضرب العمق الإيراني لليوم السادس على التوالي، كانت حربٌ أخرى تدور في صمت أكثر شمولًا: الإنترنت في إيران انهار بنسبة تقارب 97% مقارنةً بالأسبوع الماضي، بحسب شركات مراقبة الشبكات.

الحدث الذي وقع الأربعاء واستمر حتى مساء أمس الخميس، لم يكن مجرد «عُطل تقني»، بل جاء في سياق تصاعد الاتهامات المتبادلة بشن هجمات إلكترونية، وسط حديث رسمي في طهران عن «حرب إلكترونية واسعة النطاق» تشنها إسرائيل ضد البنية الرقمية للدولة.

«إيران في الظلام السيبراني»
شركة NetBlocks، التي تراقب الاتصال بالإنترنت حول العالم، أعلنت عبر منصتها، أن إيران «تعاني من انقطاع شبه كامل في الإنترنت»، وهو ما أكدته بيانات نظام IODA (نظام مراقبة البنية التحتية الرقمية الفورية)، وكذلك تقارير من شركات مثل Cloudflare وKentik.

ديفيد بيلسون، رئيس قسم تحليل البيانات في Cloudflare، أوضح أن حركة البيانات في إيران وصلت إلى أدنى مستوى منذ أشهر، بنسبة انخفاض بلغت 97% عن الأسبوع الماضي. إلا أن بيلسون أشار إلى أن طبيعة الانقطاع مختلفة عن تلك التي ترافق عادة حجبًا حكوميًا مباشرًا، قائلًا: «لم نشهد سحبًا لعناوين IP من الشبكة، بل مجرد انهيار في حركة المرور».

يتزامن هذا الانقطاع الحاد مع سلسلة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت إيران منذ بداية المواجهات مع إسرائيل، بينها اختراق منصات مصرفية، وهجمات على بورصة العملات المشفّرة. وسائل إعلام إيرانية رسمية، منها وكالة IRIB، اتهمت إسرائيل صراحةً بإطلاق «هجوم سيبراني شامل».

لكنّ خبراء في أمن الشبكات يرون أن السيناريو الأكثر ترجيحًا لا يقتصر على هجوم خارجي. إذ قد يكون الانهيار مزيجًا من هجمات إلكترونية متزامنة مع قرار داخلي بفرض قيود واسعة على الوصول للإنترنت، كما حدث سابقًا خلال احتجاجات أو توترات سياسية.

دوغ مادوري، محلل البيانات في شركة Kentik، كتب على «إكس»: «هذا الانقطاع هو الثاني خلال يومين، والأشدّ حتى الآن، ويشمل عددًا كبيرًا من مزودي الخدمة».

هل هذا اختراق أم انكماش ذاتي؟
حتى الآن، لا توجد رواية رسمية نهائية، لكن تتقاطع الروايات التقنية حول حقيقة واحدة: ما جرى ليس طارئًا تقنيًا ولا خللًا معزولًا، بل مشهد من مشاهد الحرب الأوسع، تلك التي تخوضها إسرائيل وإيران بوسائل متعددة، من الطائرات المسيّرة إلى فيروسات الشبكة.

وقد سبق لإسرائيل أن تبنّت استراتيجيات هجوم سيبراني ضد إيران، أشهرها «Stuxnet» الذي عطّل منشآت نووية في 2010، وهو ما يعيد إلى الأذهان أن الإنترنت في الشرق الأوسط لم يعد مجرد وسيلة اتصال، بل ساحة معركة مفتوحة.

حرب على الشبكة... وجبهات لا نهائية
يبدو أن الانترنت بات هدفًا مباشرًا في الحروب الحديثة، ليس فقط كقناة اتصال، بل كبنية حيوية تُعادل في أهميتها المطارات ومحطات الطاقة. وفي ظل هشاشة الإنترنت الإيراني، تشير هذه الحادثة إلى مدى تعقّد البنية الرقمية للدولة، واستعدادها المحدود أمام الهجمات المتقدمة.

وإذا استمر هذا النمط من التصعيد، فإن الأسابيع المقبلة قد تشهد تحولًا جذريًا في مفهوم الحروب السيبرانية، لا يقتصر على تسريب معلومات أو تعطيل مواقع، بل شلل كامل للبنية الرقمية الوطنية.

متعلقات