روساريو..استقطبت أسراب نسور تونسية لها صفير غنائي خاص.

الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 09:11 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي

فتحت شجرة التين الخضراء أغصانها لنسور تونس..كانت رائحة الزيتون تملأ رفرفة أجنحة تلك النسور..
الثاني من يونيو 1978..مباراة النسور الأولى في كأس العالم بالأرجنتين..أمام منتخب المكسيك..
وقف المدرب القدير عبد المجيد الشتالي على الخط يحاول انتزاع رهبة البداية في أول مشاركة مونديالية..
لم يكن الشوط الأول مثاليا لنسور قرطاج..ثمة ارتجاج نفسي سيطر على اللاعبين.. هدف من فاسكيز المكسيكي عجن معنويات لاعبي تونس برذاذ الرهبة..
في الاستراحة..بين الشوطين..عيون تتوقد مثل الجمر..الصمت ساد..الكلام باد..وقف عبد المجيد الشتالي عاقدا يديه خلف ظهره..رمق اللاعبين بنظرة..كانت نظرة لوم أكثر من كونها نظرة عتاب..
تطلع اللاعبون إلى المدرب..لم ينطق ببنت شفة..فقط..وضع قبضة يده اليمني على قلبه..سادت لحظات فيها من الخشوع ما يكفي..عندها انتزع الشتالي علم تونس..ثبته على الطاولة أمام اللاعبين.. وغادر غرفة الملابس..
فغر اللاعبون أفواههم في دهشة..لكن المدافع الصلب القائد تميم الحزمي..قطع الصمت الرهيب قائلا:
لقد وصلت الرسالة يا رفاق..
لم نكن سيئين داخل الملعب..فقط كنا في حالة رهبة..وقد زالت..هيا يا رفاق.. إنها تونس..دعونا نقول لها من هنا: صباح الخير..
فعلا.. فوجئ لاعبو المكسيك في الشوط الثاني بنسور تونسية شرهة تمزق مناقيرها الحادة المنافس بلا رحمة..
هدير وطني جارف أغرق المكسيك في محيط مترامي الأطراف.. وبدأت سيمفونية تونس الفنية تسلب الألباب..فنون طارق ذياب ورفاقه أسفرت عن ثلاثة أهداف كاملة الدسم عن طريق علي الكعبي ونجيب غميض والمختار ذويب..
كان هذا الفوز فتحا عظيما لأنه كان أول فوز لمنتخب عربي وأفريقي في بطولات كأس العالم..
بدأت قطرة الانتصارات المونديالية من تونس..بعدها جاد غيث الانتصارات العربية في المونديالات الموالية..

محمد العولقي