الأحد-08 يونيو - 01:14 م-مدينة عدن

شركة أمريكية تطلق نظاما مثيرا للجدل

الأحد - 08 يونيو 2025 - الساعة 10:04 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات





أطلقت شركة أمريكية نظاما ذكيا لما يشبه "التصميم الجيني" للأجنة، يسمح للآباء المستقبليين عبر تقنية أطفال الأنابيب اختيار الأجنة بناء على تحليل شامل للمخاطر الوراثية والسمات الشخصية.

وهذا الابتكار المثير للجدل، الذي طورته شركة "نيوكليوس جينومكس"، يقدم ما وصفه مؤسسوها بـ"خرائط طريق جينية" تتنبأ باحتمالات إصابة الجنين بأمراض مثل السكري والسرطان وألزهايمر، بل وتتعداها إلى توقعات حول الصفات الجسدية والقدرات الذهنية.



وفي حين يرى المطورون أن هذه التقنية تمثل قفزة هائلة في الطب الوقائي، يحذر خبراء الأخلاقيات من أنها قد تقود البشرية إلى منطقة "رمادية" خطيرة، حيث يتحول الإنجاب من هبة طبيعية إلى عملية "تصميم" قائمة على المعايير الجينية.

ويوصف هذا النظام الجديد بأنه الأول من نوعه عالميا، حيث يحلل بيانات الحمض النووي لما يصل إلى 20 جنينا، ويقيم مخاطر الإصابة بأكثر من 900 حالة مرضية وراثية، إلى جانب تقديم تنبؤات حول سمات تتراوح بين الخصائص الجسدية مثل لون العينين والطول، إلى مؤشرات مرتبطة بالذكاء.

واستلهم ساديجي الفكرة من مأساة شخصية تتعلق بوفاة ابن عمه الصغير بسبب مرض وراثي كان يمكن الوقاية منه. ويوضح ساديجي أن الهدف يتمثل في "تمكين الأبوين من التحكم بالمصير الصحي لأطفالهم"، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل الفصل التالي في مسيرة الطب الشخصي.

ولكن بينما تحمل هذه التقنية وعودا بتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل، تبرز تساؤلات أخلاقية عميقة. فبرغم أن عيادات أطفال الأنابيب تقوم عادة بفحص الأجنة للكشف عن التشوهات الكروموسومية الخطيرة، إلا أن استخدام "درجات المخاطر متعددة الجينات" – التي توفر تنبؤات إحصائية وليس تشخيصات قاطعة، ما يزال موضع تحفظ من قبل العديد من الهيئات الطبية.

وتعبر الدكتورة باولا أمايتو، أخصائية الخصوبة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، عن قلق الأوساط الأخلاقية من أن يؤدي تصنيف الأجنة بناء على هذه المقاييس إلى "مجتمع لا يقدر بعض أنواع الأطفال". ومع ذلك، تؤكد أن القرار النهائي يبقى من حق الآباء، قائلة: "هذا من اختصاصهم.. لن أمنعهم".

وتقدم الشركة تحليلا شاملا بتكلفة تصل إلى 5999 دولارا، يرافقه استشارات مع أخصائيي وراثة لمساعدة الأبوين على فهم النتائج المعقدة. وقد أبرمت الشركة اتفاقا مع "جينوميك بريديكشن"، التي أجرت اختبارات جينية على أكثر من 120 ألف جنين، مع تركيز متزايد على تقييم مخاطر الأمراض متعددة الجينات.

وفي سياق متصل، تظهر شركات مثل "أوركيد هيلث" اهتماما متزايدا باختبارات الأجنة المرتبطة بالعمر المديد، ما يعكس اتجاها ناشئا في أوساط مهتمي إطالة العمر نحو الوقاية المبكرة من الأمراض الوراثية.

وبينما يرى ساديجي – الذي أسس شركته من قبو منزل والديه أثناء جائحة "كوفيد-19" – أن هذه التقنية تمثل "أكثر القرارات حميمية وحساسية" التي يمكن للبشر اتخاذها. ويبقى السؤال الأخلاقي الأكبر: إلى أي مدى يجب أن نسمح للعلم بتشكيل المصير الجيني للأجيال القادمة؟.

متعلقات