السبت-07 يونيو - 12:44 ص-مدينة عدن

ليبيا..

الجمعة - 06 يونيو 2025 - الساعة 09:52 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات

تجددت صباح أول أيام عيد الأضحى الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين مجموعات مسلحة بمنطقة الدبابشة بمدينة صبراتة غرب ليبيا، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات وإثارة ذعر المدنيين.
وأكدت المصادر المحلية أن المواجهات اندلعت بعد ساعات من الهدوء النسبي الذي أعقب الاشتباكات يوم الخميس.
وأعلن الهلال الأحمر حالة الطوارئ مجددا، وطالب بفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والعائلات المحاصرة، بينما أُغلقت الطرق المؤدية إلى وسط المدينة بالكامل، وسط تزايد الدعوات الشعبية لتدخل عاجل من الجهات الأمنية لوقف القتال.

وكانت مدينة صبراتة قد شهدت أمس الخميس اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات مسلحة، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في واحدة من أعنف المواجهات التي عرفتها المدينة منذ أشهر.
واندلعت الاشتباكات بعد هجوم شنّته مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية على مصيف “ليبرتون”، والذي يُعرف بكونه أحد المواقع الخاضعة لسيطرة أحمد الدباشي، الملقب بـ”العمو”، وهو شخصية بارزة ومطلوبة دوليًا في قضايا تتعلق بالإرهاب وتهريب البشر وجرائم ضد الإنسانية.

وجاء الهجوم عقب اتهامات وُجهت للعمو بالتورط في مقتل الشاب محمد الخضراوي من مدينة الزاوية، ما دفع مجموعة مسلحة من أقارب الضحية للرد باستهداف مباشر لموقع المصيف.
الهجوم نُفذ باستخدام أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية، وأدى إلى اندلاع حرائق واسعة واحتراق عدد من المباني المحيطة، وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة وسط حالة من الذعر في صفوف السكان.

أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى، من أبرزهم عبدالرحمن محمد الدباشي الملقب بـ”القوقل”، وعبدالرزاق اللسايني المعروف بـ”التشتو”، إلى جانب شخص آخر يُلقب بـ”سي سي”. كما أُصيب عدد من المواطنين، نُقل بعضهم إلى المستشفى الليبي الألماني لتلقي العلاج، بينما فُقد آخرون في خضم الفوضى.

وأصدرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بيانا عاجلا دعت فيه المواطنين والمقيمين إلى التزام منازلهم والابتعاد عن أماكن الاشتباك حفاظًا على سلامتهم، كما طالبت بفتح ممرات إنسانية عاجلة لتمكين فرق الإسعاف والهلال الأحمر من الوصول إلى الجرحى وإجلاء العالقين.
من جهتها ناشدت جمعية الهلال الأحمر في صبراتة بدورها الأهالي بعدم مغادرة منازلهم، وخصصت رقمًا للطوارئ للتواصل في الحالات الحرجة، محذرة من مغبة تعريض المدنيين للخطر تحت أي ذريعة.

وفي تطور إنساني خطير، أفاد شهود عيان بخروج عدد من المهاجرين غير الشرعيين من مراكز الاحتجاز التي طالتها الاشتباكات، ولجوئهم إلى الشوارع بحثًا عن الأمان، في مشهد يعكس هشاشة الأوضاع الأمنية في المدينة.

أحمد الدباشي، الملقب بـ”العمو”، يُعد من أبرز قادة التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا، وتشير تقارير أمنية إلى أنه متورط في تأسيس تشكيل مسلح يعرف بـ”48”، وأنه يسيطر على شبكات تهريب البشر عبر السواحل الليبية، وتقدر ثروته الشخصية بأكثر من 250 مليون دينار ليبي.
وأعادت الأحداث الأخيرة تسليط الضوء على واقع فوضى السلاح في ليبيا، في ظل انتشار أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج إطار الدولة، واستمرار تغوّل التشكيلات المسلحة التي تتنازع السيطرة على المدن الليبية، خصوصًا في المنطقة الغربية.

في المقابل، شهدت العاصمة طرابلس وعدد من المدن الأخرى احتجاجات شعبية غاضبة ضد سطوة التشكيلات المسلحة، مطالبة بضرورة تفكيكها واستعادة سيادة الدولة وبناء مؤسسات أمنية موحدة.

متعلقات