الجمعة-06 يونيو - 05:46 م-مدينة عدن

إذا لم تكن ابن مسؤول… فكر في بيع أعضائك!

الخميس - 05 يونيو 2025 - الساعة 10:50 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب




في بلادنا العظيمة – تلك التي تعجّ بشعارات الكرامة والعزة – لا مكان للضعفاء، لا صوت للجوعى، ولا علاج للجرحى. فـ"أسعد أبو الخطاب"، الجريح الذي لم يكن ابن مسؤول، ولا صهر قائد، قرر أن يبيع كليته ليشتري بها شيئًا مستحيلًا: العلاج.

نعم، في بلد يعيش على منحة، وينام على هبة، ويستيقظ على وعود، لم يجد أسعد سوى أحد أعضائه وسيلة للبقاء... الجرحى في هذه البلاد لا يُكرّمون، لا يُعالجون، ولا يُذكرون إلا عندما يحتاج السياسي لخطاب وطني، أو منشور إنستغرام.

المؤلم ليس بيع الكلية… بل أن بيعها لم يثر سوى الضحك المُرّ، والسخرية الساخنة، والغضب البارد على منصات التواصل. أحدهم كتب:

يبدو أن الحل في اليمن ليس بوزارة الصحة، بل بمزاد الأعضاء!

بينما رد آخر، بنبرة لا تخلو من الواقعية السوداء:

طالما أنك مش ابن فلان ولا تملك واسطة، جهّز نفسك… الكبد للمرة القادمة؟

المسؤولون بالطبع لم يردّوا...فهُم مشغولون إما باجتماعات فخمة، أو رحلات علاج إلى دول لا تعترف بجواز سفرهم. أما أسعد؟

فهو يحاول أن يحتفظ بباقي جسده حتى لا يضطر لبيعه بالتقسيط.

هكذا أصبح الواقع في المناطق المحررة الخاضعة لتحالف دعم الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي: من يضحّي بروحه، يُكافَأ بالإهمال... من يفقد ساقه في الجبهة، عليه أن يركض وراء معاملة طبية مُمزقة. ومن لا يجد واسطة، عليه أن يجد زبونًا لكلية!

في وطننا، لا تحتاج إلى شجاعة لتواجه الحرب… بل تحتاج شجاعة لتعيش بعدها.

بالمناسبة، هل تعرف ما هو الفرق بين الجندي في الجبهة وابن المسؤول؟

- الأول يضحي بجسده لأجل البلاد.
- الثاني يستثمر البلاد لشراء عقارات في الخارج!

أما أنت، أيها المواطن الطيب، ففكر جيدًا: إذا مرضت، تذكّر أنك لست ابن مسؤول... فتش عن كليتك... فقد تكون الحل الأخير.

متعلقات