الجمعة-06 يونيو - 06:24 م-مدينة عدن

دور مخرب نظام إيران في لبنان: تدخلات مستمرة ودعم حزب الله وأهمية إخراجه من المنطقة

الخميس - 05 يونيو 2025 - الساعة 10:48 ص بتوقيت العاصمة عدن

لبنان "عدن سيتي" خاص


تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچي إلى لبنان في سياق استمرار تدخلات النظام الإيراني العميقة في الشؤون الداخلية اللبنانية، والتي تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار لبنان وسيادته الوطنية. رغم تصريحات عراقچي المتكررة عن "عدم التدخل في الشؤون الداخلية" وحرص إيران على "دعم سيادة لبنان"، إلا أن الواقع على الأرض يكشف عن دعم إيراني مباشر ومستمر لحزب الله، الذي يُعتبر الذراع العسكرية والسياسية للنظام في لبنان والمنطقة، ويشكل أداة رئيسية لتمدد النفوذ الإيراني.

دعم إيران لحزب الله وتأثيره المدمر على لبنان
حزب الله، الذي تأسس بدعم إيراني منذ عقود، لا يزال يعتمد بشكل كبير على التمويل والتدريب العسكري من الحرس الثوري الإيراني، ما يجعله جزءًا من استراتيجية طهران لتحقيق "العمق الاستراتيجي" في الشرق الأوسط. هذا الدعم يشمل تحويل أموال ضخمة من إيران إلى الحزب عبر شبكة معقدة من الممولين والوسطاء، وهو ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرًا إلى فرض عقوبات على عدة أشخاص في لبنان وإيران لتورطهم في تمويل حزب الله.

تدخل حزب الله المسلح في السياسة اللبنانية أدى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، حيث جر لبنان إلى صراعات وحروب لا علاقة له بها، وأضعف مؤسسات الدولة، وأغرق البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة. كما أن وجوده المسلح يعيق جهود نزع السلاح التي طالما طالب بها المجتمع الدولي واللبنانيون أنفسهم، ويحول دون تحقيق سيادة الدولة اللبنانية الكاملة.

زيارة عراقچي: محاولة لتعزيز النفوذ الإيراني وسط أزمات لبنان
زيارة عباس عراقچي إلى بيروت تأتي في ظل هذه الخلفية، حيث يسعى النظام الإيراني إلى تعزيز علاقاته مع الطبقة السياسية اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله وحلفاؤه، مستغلاً الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان لتوسيع نفوذه. رغم تأكيداته على احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه، فإن الدعم الإيراني لحزب الله واستمرار تزويده بالسلاح والمال يثبت العكس.

هذه السياسات الإيرانية تزيد من تعقيد الأزمة اللبنانية وتطيل أمدها، وتضع لبنان في مواجهة مستمرة مع الضغوط الإقليمية والدولية، خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تعتبران حزب الله تهديدًا أمنيًا خطيرًا.

موقف المقاومة الإيرانية وأهمية تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية
في هذا السياق، تؤكد المقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي أن الحل الوحيد لإنهاء هذا التدخل المدمر يكمن في إخراج نظام الملالي من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. فقد أكدت رجوي مرارًا أن "العمق الاستراتيجي" للنظام الإيراني قد انهار ويجب طرده من جميع دول المنطقة. كما دعت إلى تصنيف فيلق الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية على المستوى الدولي، لما له من دور مركزي في دعم الإرهاب والتدخلات المسلحة في المنطقة.

هذه الخطوة ليست فقط ضرورية لوقف تمويل وتسليح الجماعات المسلحة مثل حزب الله، بل أيضًا لقطع يد النظام الإيراني عن إشعال الصراعات والحروب التي تدمر شعوب المنطقة. دعم برلمانات عدة دول أوروبية وأمريكية لهذه المطالب يعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة النظام الإيراني وحاجة المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم.

خلاصة
تدخلات نظام إيران في لبنان عبر دعم حزب الله تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار وسيادة لبنان، وتغذي أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. زيارة عباس عراقچي الأخيرة تعكس محاولة النظام لتعزيز نفوذه وسط هذه الأزمات، رغم ادعاءاته بعدم التدخل. المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي تؤكد أن الحل الجذري يكمن في إخراج النظام من لبنان والمنطقة، وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وهو المطلب الذي يلقى دعمًا متزايدًا على المستوى الدولي. فقط بهذه الخطوات يمكن تحقيق السلام والاستقرار الحقيقيين في لبنان والمنطقة.

متعلقات