الخميس-05 يونيو - 12:15 م-مدينة عدن

الإعلام الجنوبي.. درع الوعي في زمن الحروب الخفية

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 05:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات

في خضم المرحلة الراهنة المليئة بالتحديات، يقوم تعويل كبير على وسائل الإعلام الجنوبية لتواصل وتعزز أداء رسالتها الإعلامية بما يعزز من درجة الاصطفاف ويرفع من حجم الوعي بين الجنوبيين.
وفي هذا الإطار، ترأس أحمد حامد لملس القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن، اجتماعًا موسعًا للهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، عقد في مقر الهيئة بالعاصمة عدن.
وفي الاجتماع الذي حضره مؤمن السقاف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة عدن، استعرض لملس جملة من القضايا التي تعصف بالعاصمة عدن، وعلى رأسها أزمة انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات العامة نتيجة ما وصفها بـ"الحرب الممنهجة التي تستهدف معيشة المواطن الجنوبي والنيل من صموده".
وأكد القائم بأعمال الرئيس على ضرورة اضطلاع الإعلام الجنوبي، بدوره الوطني والمهني في التوعية بالمخاطر والتحديات التي تواجه العاصمة عدن والجنوب عمومًا، داعيًا إلى الالتزام بالموضوعية والمصداقية في نقل الحقيقة، وكشف الحملات الإعلامية المغرضة ومحاولات التضليل التي تستهدف الجنوب وقضيته العادلة.
وخلال الاجتماع، استمع لملس إلى مداخلات وملاحظات الأعضاء الحاضرين، والتي تناولت أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الإعلامي الجنوبي، والسبل الكفيلة بتعزيز كفاءته وفعاليته في هذه المرحلة الدقيقة.
وشدد القائم بأعمال الرئيس على أهمية توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي وتعزيز التنسيق بين مختلف وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الإعلام يشكل خط الدفاع الأول في معركة الوعي والهوية الوطنية الجنوبية.
واختتم لملس كلمته بتوجيه الشكر لكافة الإعلاميين والكوادر الإعلامية الجنوبية على جهودهم، مؤكدًا دعم قيادة المجلس الكامل لتعزيز الإمكانيات الإعلامية وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض طريقهم.
وسائل الإعلام الجنوبية يبرز دورها كدرع وطني متقدّم في معركة الوعي في ظل ما يشهده الجنوب من تحديات سياسية وأمنية متزايدة.
فعلى مدار الفترات الماضية، لعب الإعلام الجنوبي دورًا محوريًا في التصدي لحرب الشائعات التي تحاول قوى الاحتلال اليمنية وواجهاتها الإعلامية بثّها لإرباك الداخل الجنوبي وزرع الفوضى والتشكيك بقيادته.
فالحرب لم تعد تقتصر على ميادين القتال، بل امتدت إلى الفضاء الإعلامي، حيث تسعى أطراف معادية إلى خلق حالة من البلبلة من خلال تضخيم الأحداث أو اختلاق الأخبار، في محاولة لتقويض ثقة الشارع الجنوبي بمؤسساته.
ومن هنا كان للإعلام الجنوبي الوطني حضوره الفاعل، عبر منصاته المختلفة، في كشف زيف تلك الحملات وتفنيدها بالمعلومة الموثوقة والتحليل الواعي.
الإعلام الجنوبي اليوم لا يكتفي بنقل الحدث، بل يتصدر مهمة بناء وعي جمعي يحصّن المجتمع من الانجرار خلف التضليل، ويعزز من صموده في وجه المؤامرات التي تستهدف أمنه واستقراره، ومن خلال خطاب مسؤول يرتكز على المصداقية والالتزام الوطني، تحوّل الإعلام الجنوبي إلى أداة دفاعية لا تقل أهمية عن القوة العسكرية على الأرض.
كما أن تنسيق الجهود الإعلامية بين المؤسسات الرسمية والمنصات المستقلة ساهم في توحيد الرسالة وتوجيهها نحو دعم مشروع التحرير والاستقلال، وفضح ممارسات قوى الاحتلال الإعلامية التي تسعى لإعادة الجنوب إلى مربع الفوضى.
معركة الوعي ليست أقل شأنًا من معركة البندقية، وقد أثبت الإعلام الجنوبي أنه في قلب هذه المواجهة، كاشفًا للمخططات، ومعزّزًا للتماسك الوطني، ورافعًا لراية الجنوب في معركة السيادة والبقاء.

متعلقات