دماء الشهيد شفيق أحمد مسعد تروي تراب الضالع: قصة بطولة وفداء عابرة للأجيال

الإثنين - 26 مايو 2025 - الساعة 12:32 ص بتوقيت العاصمة عدن

الازارق " عدن سيتي " خاص




في ذكرى استشهاد البطل شفيق أحمد مسعد، تستذكر مديرية الأزارق بمحافظة الضالع بفخر واعتزاز قصة هذا الشهيد الذي ارتقى فداءً لوطنه. لم يكن شفيق يبحث عن مجد شخصي، بل كان قلبه ينبض بحب الأرض التي ارتوت من دمه الزكي خلال معركة تحرير موقع الخزان الاستراتيجي، ضمن حملة تحرير محافظة الضالع من قبضة مليشيات الحوثي الانقلابية.
بطولة سُطرت بالدماء
لقد سطر الشهيد شفيق بدمائه أروع قصص البطولة والفداء، مؤكدًا أن التضحية من أجل الوطن هي أسمى الغايات. في الوقت الذي قد يسعى فيه البعض لطلب الرزق، خرج شفيق لطلب الشهادة، مؤمنًا بأن تحرير شبر واحد من تراب الضالع يستحق بذل الغالي والنفيس.
كانت مشاركة شفيق أحمد مسعد في تحرير موقع الخزان مفصلية، حيث أظهر شجاعة نادرة وإقدامًا لا يلين، متحديًا الرصاص والموت في سبيل استعادة الأرض وكرامة أبنائها. قاتل شفيق إلى جوار أخيه العميد أحمد بن أحمد مسعد، الملقب بـ "أبو توفيق"، مهندس تحرير موقع الخزان الذي كان يُعد من أهم مواقع العدو، كونه يطل على معسكر الحرباء.
"عليكم مواصلة الهجوم": وصية شهيد
تتردد كلمات الشهيد شفيق الخالدة في الذاكرة: "إذا رأيتموني سقطت شهيدًا ونُطرحت بالأرض، عليكم مواصلة الهجوم". هذه الوصية تختزل عمق إيمانه بقضية وطنه وإصراره على النصر حتى الرمق الأخير، لتصبح نبراسًا يهتدي به المقاتلون.


تضحيات متواصلة لأسرة أحمد مسعد

لم تكن تضحية الشهيد شفيق هي الوحيدة لعائلة أحمد مسعد. فبعد استشهاده، أصيب أخوه خالد مسعد في مواقع الخزان. ولم تمر سنوات قليلة على تحرير الضالع، حتى هاجمت مليشيات الحوثي منطقة تورصة بالأزارق، وهناك، قدمت أسرة أحمد مسعد شهيدًا آخر هو توفيق أحمد مسعد، بينما جُرح فؤاد أحمد مسعد في جبهة الأزارق، مؤكدين بذلك استمرارية تضحياتهم الجسيمة.
وفي جبهة حجر بالضالع، أصيب العميد أحمد مسعد، الملقب بـ "أبو توفيق"، بإصابة خطيرة. هكذا ضحت أسرة أحمد مسعد الغالي والنفيس لأجل الوطن، وليس لأجل المناصب أو المكاسب الشخصية. سبع سنوات مرت ولا تزال أسرة أحمد مسعد تحمل جراح الفقد والحزن، لكنها لم تتوقف عن العطاء.
يقول الأهالي في منطقة بلاد الأحمدي: "لقد عاتبنا الفندم أحمد مسعد (أبو توفيق) مرة وقلنا له: يا فندم أحمد، لقد ضحيت بأسرتك". فكان رده الصادق والملهم: "الوطن أغلى من أسرتي". كلمات تلخص مسيرة هذه العائلة البطولية، التي سيبقى اسمها محفورًا في سجلات الشرف والفداء.
ذكرى خالدة استشهاد شفيق أحمد مسعد، وتضحيات عائلته المتواصلة، ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي دعوة للتأمل في معنى التضحية الحقيقية والعطاء اللامحدود. إنه تذكير بأن هناك أبطالًا لا يزالون يعيشون في وجداننا، يذكروننا بأن حرية الأوطان لا تقدر بثمن، وأن دماء الشهداء هي الوقود الذي يشعل قناديل النصر والعزة.
رحم الله الشهيد شفيق أحمد مسعد وشهداء عائلته وكل شهداء الوطن، وأسكنهم فسيح جناته، وجعلهم قدوة للأجيال القادمة في حب الوطن والتضحية من أجله.؟

متعلقات