الأحد-18 مايو - 01:36 م-مدينة عدن

مادة في الفطر قد تغير حياة مرضى باركنسون!

الأحد - 18 مايو 2025 - الساعة 09:30 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات

كشفت دراسة أولية أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن نتائج مذهلة حول تأثير مادة السيلوسيبين الموجودة طبيعيا في بعض أنواع الفطر، على مرضى باركنسون.
فقد لاحظ الباحثون تحسنا ملحوظا في الحالة المزاجية والقدرات الذهنية بل وحتى الأعراض الحركية للمرضى، وهو ما استمر لأسابيع حتى بعد خروج المادة من أجسامهم.
وأظهر السيلوسيبين سابقا إمكانات في علاج الاكتئاب والقلق، ما دفع فريق جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو باستكشاف ما إذا كان مفيدا أيضا للمصابين بمرض باركنسون، وهي فئة تعاني بشكل متكرر من اضطرابات مزاجية شديدة إلى جانب الأعراض الحركية، وغالبا ما تستجيب بشكل ضعيف لمضادات الاكتئاب التقليدية والأدوية الأخرى.

ووجد الباحثون أن العلاج باستخدام السيلوسيبين لم يعرض المشاركين لآثار جانبية خطيرة أو تفاقم أعراض باركنسون لديهم، كما أنهم أبلغوا عن تحسينات معنوية في المزاج والوظائف الإدراكية والتحكم الحركي. ومن اللافت أن هذه الفوائد استمرت لعدة أسابيع بعد خروج السيلوسيبين من أجسامهم.
واللافت أن هذه أول دراسة من نوعها تبحث تأثير المواد المخدرة (المهلوسة) على مرضى الأمراض التنكسية العصبية.

وقالت الدكتورة إلين برادلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن النتائج فاقت كل التوقعات، خاصة أن المشاكل المزاجية لمرضى باركنسون تؤثر على جودة حياتهم أكثر من الأعراض الحركية نفسها، كما ترتبط بتدهور أسرع في حالتهم الصحية.

وشارك في الدراسة 12 مريضا تلقوا جرعتين من السيلوسيبين مع جلسات علاج نفسي مكثفة.
ولاختبار سلامة السيلوسيبين لهؤلاء المرضى، أعطى الباحثون سبعة رجال وخمس نساء مصابين بمرض باركنسون خفيف إلى معتدل جرعة 10 ملغ، تليها بعد أسبوعين جرعة أعلى من 25 ملغ. وأكمل المرضى جلسات العلاج النفسي قبل وبعد السيلوسيبين - ثماني جلسات في المجموع - وتم تقييمهم للتغيرات في المزاج والإدراك والوظائف الحركية.

ورغم ظهور بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل القلق والغثيان، إلا أنها لم تكن خطيرة. والأهم أن التحسن ظل مستمرا حتى بعد ثلاثة أشهر من التجربة.
ويعتقد الباحثون أن التحسن قد يعود لتأثير السيلوسيبين الإيجابي على المزاج ما ينعكس على النشاط الحركي، أو ربما لقدرته على تقليل الالتهابات وتحفيز نمو خلايا الدماغ.

وتجري حاليا دراسة أكبر بمشاركة 100 مريض لبحث هذه الفرضيات بشكل أعمق.

ويؤكد الدكتور جوشوا وولي، مدير البرنامج البحثي، أن هذه النتائج تفتح آفاقا جديدة في علاج أمراض الدماغ، حيث يمكن للمرة الأولى أن نجد مادة لا تخفف الأعراض فحسب، بل قد تساعد الدماغ على إصلاح نفسه.

متعلقات