تحتويني ريح كئيبة..سمائي غائمة كليا..دمائي تجلطت في محبسها..والدموع سالت على الخدين مدرارا.

الإثنين - 12 مايو 2025 - الساعة 09:19 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


الكابتن عبدالله مكيش..ثعلب وادي حسان..كتيبة هجوم المنتخب الوطني في ذمة الله..
رحيل مفجع..قاس..كما لو أنه صدمة على الريق يصعب هضمها..لكنها مشيئة الله..له ما أعطى..له ما أخذ..
زرت الكابتن عبدالله مكيش في مرحلة مرضه القاسية في مستشفى الجمهورية..وكنت قد نويت زيارته مرة أخرى إلى مسقط رأسه..لكن المنية كانت أسرع من هذه الأمنية..حكم المنية نافذ الأحكام والدار ما جعلت بدار مقام..
ارتبط مكيش بعصر حسان الذهبي..هذا الثعلب خرج من وادي حسان مهاجما بمواصفات خرافية..سرعان ما طوى المسافات إلى أن اقتنص مركز المهاجم الأساسي في صفوف المنتخب الوطني الجنوبي تحت قيادة الدكتور عزام خليفة..
مكيش الثعلب كان سريعا كأنه شنفرى عصره..مواصفات بدنية وجسدية ومهارية راقية جدا..
عاش مكيش مهضوما من حقوقه لاعبا ومدربا..لم يجد فرصة للتعبير عن مواهبه في عالم الحذق التدريبي لأنه لا يتكئ على عصا واسطة ولم يكن يستند على جدار توصيات آخر الليل..
مكيش كان لاعبا فذا سبق زمانه..وكان إنسانا رائعا محبا ومتفانيا مع الجميع..
طيب القلب..نقي الفؤاد..صافي الذهن..قلبه مستودع أسرار زملائه..لا يخاصم..ولا يترك منفذا لريح الخلافات أن تدخل رأسه..
سلام لوجهك الطيب الذي قد غاب للأبد..سلام لك حتى نلاقيك بذات الضحكة البيضاء الدافئة التي لم تغب يوما عن شفتيك حيا..
وداعا كابتن عبدالله مكيش..ولا عزاء لمن بخلوا عليك ولو بزيارة تجبر الخاطر..
اللهم نسألك أن تسكن عبدك عبدالله مكيش فسيح جناتك..وتلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون..

محمد العولقي

متعلقات