الذكرى الـ60 للعلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل.. احتفال بالبلدين فى ظل توترات إقليمية
الإثنين - 12 مايو 2025 - الساعة 12:27 م بتوقيت العاصمة عدن
"عدن سيتي "متابعات
في لحظة تاريخية تتقاطع فيها الدبلوماسية مع الظلال الثقيلة للصراعات الإقليمية، تحيي ألمانيا وإسرائيل الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسط أجواء يشوبها الحذر والتوتر بسبب تداعيات الحرب في قطاع غزة.
وتصف وزارة الخارجية الألمانية العلاقات بين البلدين بـ"الصداقة التي تعد هدية"، في إشارة إلى عمق الشراكة التي تطورت على مدار العقود الماضية رغم الخلفية المؤلمة للمحرقة النازية.
وينتظر أن يصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى برلين اليوم للمشاركة في فعاليات الاحتفال، على أن يزور الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إسرائيل يومي الثلاثاء والأربعاء، في خطوة وصفها مكتب الرئاسة الاتحادية بأنها "فريدة من نوعها تاريخيًا".
يعود تأسيس العلاقات الدبلوماسية إلى 12 مايو 1965، بعد عشرين عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما اتفق المستشار الألماني لودفيغ إيرهارد ورئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول على فتح صفحة جديدة من التعاون، ومنذ ذلك الحين، نسج البلدان شبكة متينة من العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، تدعمها شراكات بين أكثر من 100 مدينة ألمانية وإسرائيلية، من بينها برلين وتل أبيب.
وتمثل الزيارات المتبادلة بين المسؤولين تعبيراً عن عمق هذا التعاون، فقد كان الرئيس الألماني الراحل يوهانس راو أول مسؤول يتحدث أمام الكنيست عام 2000، وتلته المستشارة أنجيلا ميركل عام 2008، كما ألقى شتاينماير كلمة عام 2020 في منتدى الهولوكوست في نصب ياد فاشيم، أكد فيها مسؤولية ألمانيا التاريخية تجاه الشعب اليهودي ودولة إسرائيل.
ويتضمن البرنامج الحالي للرئيسين سلسلة من الفعاليات المشتركة، من بينها استقبال رسمي في قصر بيلفيو، ولقاءات مع الشباب، ومراسم لإحياء ذكرى ضحايا الترحيل النازي، ومن المنتظر أن يزور شتاينماير في إسرائيل الكنيست، وعدداً من المؤسسات الثقافية، إلى جانب تسلمه وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي.
ورغم الطابع الاحتفالي للمناسبة، تُخيم أجواء من القلق على المشهد، نتيجة التصعيد المستمر في غزة والانتقادات الموجهة للعمليات العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها الإنساني، وقد عبر مكتب الرئيس الألماني عن "بالغ القلق إزاء معاناة المدنيين في القطاع"، مؤكداً أن شتاينماير سيحث المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته على احترام القانون الدولي الإنساني والدخول في مفاوضات سياسية.
من جانبه، شدد هرتسوغ على التزام بلاده بالقانون الإنساني، مشيراً إلى التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل مع حركة حماس على قطاع غزة، حسب وصفه.