من هي الطالبة العدنية التي اهدت اكليل الورد لملكة بريطانيا اليزابيت الثانية في عدن عام 1954؟ ( صور اضافية )

الأحد - 11 سبتمبر 2022 - الساعة 04:30 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن _ "عدن سيتي": متابعات




من هي الطالبة العدنية التي اهدت اكليل الورد لملكة بريطانيا اليزابيت الثانية في عدن عام 1954؟


عيشة : أهديت الملكة اليزابيت وردا والتحقت بركب النضال التحرري

من هي عيشة عبدالعزيز ؟

عندما دخلت علينا الأستاذة عيشة ابنة الجمعدار و (الصافي دريس) في قوة بوليس عدن عبدالعزيز عبدالرب في ديوان بيت أخيها لاعب كرة القدم السابق في نادي الوحدة نبيل عبدالعزيز تهيأ لنا منذ الوهلة الأولى بأنني أمام امرأة بسيطة بساطة أهل عدن جئت التقي بها لمعرفة تفاصيل إهدائها (بوكيه الورد) للملكة إليزابيث الثانية ملكة الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس حينها والتي جاءت إلى عدن في زيارة رسمية في 27 إبريل 1954م, ولكنني تفاجأة بأن لعيشة عبدالعزيز وجه آخر غير الطالبة البسيطة من بنات التواهي التي سمعنا عنها والتي تقدمت ببراءة واستحياء لتهدي بوكيه الورد للملكة وأن لها تاريخ نضالي عريق ضمن صفوف جيل الرواد من نساء عدن المثقفات المناضلات وها هو التاريخ يعود مرة أخرى بلسان عيشة لتتذكر كل الأحداث والمواقف التي مرت بها وكانت شاهدة عيان على تلك الفترة الذهبية من تاريخ عدن العريق..
قدمت لنا الأستاذة المناضلة العدنية نفسها قائلة:
"أنا عيشة عبدالعزيز عبدالرب, من بنات التواهي وكان منزلنا يقع بجانب مقهاية الصومال الذي ولدت فيه ولكن بسبب وظيفة والدي في السلك العسكري كجمعدار في قوة بوليس عدن وتنقله من منطقة إلى أخرى في مناطق عدن أنتهى بنا الحال في مدينة المنصورة التي أقيم فيها حالياً."

حكاية اختيارها لاهداء الملكة

سألتها عن موضوع اختيارها من بين فتيات مدارس البنات في عدن لتقديم (بوكيه الورد) للملكة إليزابيث؟ فأجابت:

"بالنسبة لي لم يكن ذلك بالشئ ولم يكن بالحسبان بأنه سوف يتم اختياري لتمثيل بنات عدن أمام ملكة بريطانيا, فما حصل كان قرعة قامت بها وزارة المعارف حينها من بين ثمان مدارس للبنات في عدن لاختيار طالبة واحدة لتقدم الورد للملكة إليزابيث فوقع الاختيار علي لأتشرف بمقابلتها وإهدائها البوكيه, وكنت حينها في الصف الثالث ابتدائي في مدرسة البنات في التواهي.

6 تربويات اشرفن على تدريبي

وتواصل عيشة قائلة: "وتبنت بعض المدرسات الفاضلات بتجهيزي وتدريبي كيف أتقدم أمام الملكة ومن هؤلاء المدرسات كانت: نجاة جرجرة, عيشة حامد الغول, زبيده وملكي راجمنار, شفيقة وحليمة خليل.
وجاء اليوم الذي تشرفت فيه بمقابلة الملكية إليزابيث في 27 إبريل 1954م في الساعة الرابعة عصراً عندما قدم موكبها إلى باحة المدرسة المتوسطة (لطفي جعفر أمان) في كريتر, ووقفت سيارتها في وسط الباحة التي كان يحيط بها جمع كبير من الطلبة والطالبات الذين خرجوا لتحية الملكة, وتقدمت أنا وبيدي بوكيه الورد الذي قدمته لجلالتها قائلة بالعربي: (تفضلي يا مولاتي هذا لكي) .. وابتسمت لي وهزت رأسها دون أن تقول شئ ومن ثم غادر الموكب إلى وجهة أخرى.

اشاعات مغرضة وعرض على استبدالي بأخرى

وتضيف عيشة قائلة: "في تلك الفترة جاء أحد الأشخاص إلى منزلنا وأسمه المقطري وطلب من والدي بأن يقبل أن يستبدلني بابنته لتقدم هي بوكيه الورد للملكة بدل عني مقابل عرض مالي سخي وطبعاً رفض والدي ذلك العرض. وأضافت قائلة: "بأنه في الفترة ذاتها خرجت شائعات تقول بأن الحكومة أعطتني مبلغ مالي كهدية من جلالتها, ولم يحصل شيئ من هذا القبيل وكانت كلها إشاعات مغرضة."

رصيد نضالي

كثيرون لا يعرفون عن عيشة عبدالعزيز أن لها رصيد نضالي ناصع وكان لها نشاطات سياسية كغيرها من مناضلات عدن البارزات أللآتي لهن تاريخ نضالي مشرف أمثال:
نجوى مكاوي
عائدة يافعي
شفيقة مرشد
وديعة عزعزي
خولة شرف
أنيسة جبلي
وغيرهن من الفتيات العدنيات اللآتي شاركن في العديد من الحركات الاحتجاجية ضد الإنجليز بطريقة عفوية دون حتى معرفة أهاليهن.
وتقول عيشة عن هذا الرصيد : "لقد شاركت في اليوم الذي سُمي بيوم (الزحف الكبير) على المجلس التشريعي مع مناضلات عدن في حركة احتجاجية نسوية إلى جانب رجالات عدن المناضلين لوقف انضمام عدن قسراً في إتحاد الجنوب العربي, وكان ذلك في 24 إبريل 1962م, وكان معي في تلك التظاهرة بحسب ما أتذكر الأخوات: فوزية غانم ومريم عبدالسلام وغيرهن من النساء العدنيات, وكان عمري حينها خمسة عشر عاماً وأدرس في كلية البنات في خورمكسر, وتحصلت نتيجة عن تلك المشاركة الاحتجاجية على (لفت نظر) من مدرستتي ولازالت احتفظ به في ملفي الشخصي.
لم يثني عيشة لفت النظر الذي حصلت عليها من إدارة المدرسة, فقد استمرت بالمشاركة في العديد من التظاهرات النسوية والحركات الاحتجاجية الطلابية ضد الإنجليز ومنها الإحتجاج ضد مديرة كلية البنات في خورمكسر (المسز بيري) لكونها قامت بصفع إحدى الطالبات وأسمها (مسك) في الطابور الصباحي أمام الجميع بحجة أنها قامت بري الماء على أحد المارة في الشارع من فوق حافلة المدرسة. وقامت جميع الطالبات حينها بالاحتجاج ضد المديرة في ذلك اليوم وكانت عيشة عبدالعزيز من ضمنهم وكان ذلك في العام 1962م.

ورصيد تربوي تعتز به

تحمل عيشة عبدالعزيز شهادة البكلاريوس في أدب إنجليزي وتجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة. عملت مدرسة لغة عربية في إعدادية شمسان الواقعة في منطقة العيدروس في كريتر, وكانت عضو مكتب تنفيذي في إتحاد نساء اليمن.

عيشة ضمن طابور لم يحظ بالتكريم

عيشة عبدالعزيز عبدالرب تقع ضمن طابور طويل من المناضلين والمناضلات الذين لم يتحصلوا على حقهم من الإعتراف بهم من قبل الحكومات المتعاقبة لا لشئ أو ذنب اقترفوه سوى أنهم ينتمون لعدن المدينة التي أنطلق النضال الفعلي من شوارعها وحواريها الفدد


الفندق الذي قضت فيه بضع ساعات فيه اثناء زيارتها لعدن

الكائن بمدينة التواهي وهو أول فندق يتم انشاؤه بمواصفات 
سياحية
فيما كان سكنها في اليخت الخاص بها

متعلقات