ٱراء واتجاهات


الآن .. وقبل فوات الأوان ....

الإثنين - 08 أبريل 2024 - الساعة 11:38 م

الكاتب: الدكتورة : أيزيس المنصوري - ارشيف الكاتب




قد لا نستطيع التحدث عن ظاهرة اجتماعية ليست بالإنسانية أطلاقا لشدة قسوتها، ووحشيتها ..!! ووقعها على السمع و القلب، وهذا لمجرد الحديث مع أنفسنا ، أو السماح للآخر أن يحدثنا عنها فلا نتقبل ، ولكنها أصبحت ظاهرة متفشية بين أوساط الشباب، وهي ظاهرة التحرش الجنسي في الأسرة الواحدة ، الأسرة النواة والعائلة الواحدة والمجتمع ككل، وهي والظاهرة هي (انتهاك المحارم) .

هناك الكثير من الجزئيات الذي يصعب الحديث ، أو الكتابة عنها لأنها مؤلمة نفسيا بحكم تخصصي واستماعي للضحايا غير الناجيين حتى اللحظة، و الذي ما زال يمارس عليهن، وعليهم أشد وأقسى أنواع التحرش الجنسي والعنف النفسي ومن أقرب الناس لهم .

لقد فكرت كثيرا في الكتابة عن هذا الموضوع إلا أني كنت أتردد لأن البعض يشمئز من مجرد الفكرة لهذا السلوك الاكثر من إجرامية و حيوانية، ولن أجد الأسم المناسب لها حتى الآن، لأن الإجرام بعيد عنها، بل إنه لا مصطلح لها . إلا أنه ، وفي الفترة الأخيرة صدمت من ازدياد الحالات التي استقبلها، فاستشعرت بخطر كبير جدا لم أكن اتصوره من قبل، وذلك بحكم أن مجتمعنا وعلى وجه الخصوص المجتمع العدني الذي تنذر بمثل هذه الحالات أو بالأصح كانت معدومة .

مما سبق فإن الوضع ينذر بالخطر إلا أنه جارف للقيم الأخلاقية والدين ،
، وكل العادات و الأعراف والشرائع السماوية والقوانين الأرضية . وذلك لازدياد بشكل غير طبيعي او مألوف ، فقلت في نفسي أن الأوان قد حان أن أتحدث عن عما عجزت البنات والأولاد " الإفصاح عنه، والبوح به " من مدى وعمق وقسوة الظلم الواقع عليهم و الوجع الذي ليس كأي وجع، سيما وهو من أب أو أخ أو خال أوعم الذين صاروا (ذئاب أسرية ).

أن الأوان أن أنادي، وأناشد، وأرفع صوتي و أصل فكرتي إلى جميع الاسر و العوائل والى أبعد مدى أن ينتبه الجميع لبناتهم وأبنائهم، ليس فقط الصغار في السن لأنهم لا يستطيعون الحديث، والتعبير عن الجريمة الواقعة عليهم . بل حتى الشباب والشابات الذين يخشون الحديث مع أي جهة مسؤولة في الأسرة أو حتى جهة قانونية خوفا من أن يصدم أو يموت أحد أفراد الأسرة أو العائلة أو أن يكشف الأمر فتضبع سمعة الأم المحترمة أو الأب المسؤول .. أو الشخص الواصل.أو... أو .. والف منها .( هيبة الأسرة ) الاجتماعية .

يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108].

يالطيف الطف بنا اصحوا يا أولياء الأمر ونبهوا بناتكم حتى من أقرب الناس إليهم . اصحن يا أمهات، ونبهن بناتكن وابنائكن حتى من أقرب الناس إليهم ليس خاج البيت، فحسب بل حتى داخل البيوت عينها.... من أن يتقرب أو يعتدى عليهم حتى بأبسط الحركات غير المسموح بها (مثلث الخطر ) ، عليهم برفع الصوت ، وعدم السكوت . علاوة على ذلك يجب أن نواجه الحقيقة وتقطع دابرها لان هذه الجريمة استفلحت في المجتمع بسبب المخدرات والافلام والمواقع الاباحية والتربية السيئة وترك الأسر لأولادهم في الشوارع لأوقات طويلة من مراحل التنشئة الأسرية المبكرة ، أو التحجج بالسحر والشعودة والحالات النفسية .

لا استطيع ان انقل لكم خلال هذه الأشهر عن كم الحالات الذي اغتصبت، والذي تحرش بهم من اقرب الناس الذي من المفروض أن يكن لهم مصدر الأمان . وعلى أعين الام المغيبة المتخلفة و التي تظن أن الأب يحن على أطفاله .أو الأب الذي لا يرى ابنه كيف يعامل ابنته. اصحوا اصحو اصحوا .

كوني اختصاصية نفسية اجتماعية أطلب منكم بدلا من نكران الواقع المخيف الذي بنفسي اتمنى لو أنه خيال ، أن نلتفت جميعا لأولادنا، ونفتح معهم الموضوع بدقة متناهية دون تحديد المصدر المتحرش والشرح بشكل وافي . (بشكل عام ).

كما أتمنى أن يصبح أطفالنا ، وشبابنا أقوياء في التعبير عن مشاعرهم دون خوف أو حياء من أي متحرش مهما كانت قرابته ، فهم لم بخافوا الله أو يستحوا .... وأنادي الاختصاصيين وأي جهات توعوية تعمل بشكل مدني على توعية المجتمع من هذه الآفة رغم أن مصطلح الآفة بريئ منها . ومما سبق، فليس بيدي غير المطالبة والمناشدة بالتوعية من قبل الجميع لان الضحية مدبوحة دون صوت، والمجتمع دون وعي والقانون نعسان .

وفي الأخير اعتذر منكم لوقع كلماتي للذي يستشعرها و يغوص في عمقها وما خلفها فما بالك بالضحايا .

وللحديث بقية....

د ايزيس المنصوري