ٱراء واتجاهات


رمضانيات: يوم الصمت الانتخابي تطور ديمقراطي بحد ذاته.

الخميس - 04 أبريل 2024 - الساعة 04:49 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




شرحت قبل يومين للزميل الاستاذ المحامي صلاح الهاشم عن معنى يوم الصمت الانتخابي وجاء بذلك الشرح أن في الدول الديمقراطية يعطون الناخبين فرصة ليقرروا لمن سيصوتون دون ضغط دعائي ففي هذا اليوم الذي يسبق يوم الاقتراع تتوقف كافة أنواع الدعايات سواء لمرشحين أو لأحزاب أوكتيل ، ومن تابع التطور الديمقراطي الكويتي يمكنه اكتشاف كمْ تطورت الآليات لدينا ففي الماضي بالذات بعد انتخابات عام 1981 انطلقت الدعايات في الشوارع بشكل لافت حتى أن الشارع الذي يفصل ما بين منطقتي مشرف وبيان أطلق عليه اسم شارع الديمقراطية من كثرت الإنارة في المقرات الانتخابية والإعلانات المعلقة ما بين أعمدة إنارة الشارع والبوسترات الضخمة التي تحمل شعار وصور المرشحين إلى أن قررت الحكومة تنظيم ذلك ومنع تلك الفوضى الإعلانية واقتصارها على لوحة واحدة تضعها وزارة الداخلية في أماكن معينة تحمل أسماء المرشحين ناهيكم عن المقرات المؤقتة التي كانت تُنصب أمام اللجان الانتخابية التي كانت محل خلافات بين أنصار المرشحين من يحجز مقره قبل الآخر بالإضافة إلى وقوف مناصري المرشحين لتوزيع كروت مرشحهم أمام لجنة الانتخابات ولا تنسون الانتخابات الفرعية التي قامت على أسس طائفية وقبلية وصدر بذلك قانون منعها وقد اختفت من المشهد الانتخابي تقريباً وأن كانت آثارها باقية بشكل أو أخر نتيجة عدم التطبيق الحدي من الحكومة لقانون الوحدة الوطنية ناهيكم عن شراء الأصوات التي خفت ولا أقول اختفت مما أعطى تلك الآليات بُعد أكثر تنظيمي.

أما الأمر الآخر الذي يجب علينا أن نعتاده أمام إصرار الحكومة عدم تطوير النظام الانتخابي برمته هي الإشاعات وفتح أرشيف ملفات المرشحين، فهذا الأمر يجب علينا أن نعتاد عليه وأذكركم بملف الرئيس الأمريكي ترامب السابق والمرشح الحالي لقد فتحوا كل ملفاته بدأ من بداية حياة عائلته التي هاجرت من ألمانيا مرورا باشتغاله ببيع الهوى كما قيل عنه وحتى اليوم يلاحق قضائيا سواء بتهربه من دفع الضرائب أو من خلال فتح ملف علاقاته الحميمية مع صبايا من عقود، هذا الأمر يجب علينا أن لا نجزع منه فهو جزء من الديمقراطية التي تحد من وصول من له تاريخ قد يكون مخفياً عن أعين من سينتخبونه والقضاء يفصل في حالات الكذب وتزوير الملفات وبطبيعة الحال معايير ذلك تختلف من مجتمع لآخر.

ما أود توضيحه هو أن ديمقراطيتنا تتطور بشكل أو آخر ببطيء شديد وعلينا القبول بكل سلبياتها وهي النظام الوحيد الذي يطور ذاته بذاته وعلينا التمسك به مهما بلغت سلبياته وهذه السلبيات يمكن أن تختفي بين ليلة وضحاها في حالة ما إذ رغبت الحكومة تطوير قانون الانتخابات بحيث ينتخب المواطن برنامجاً وليس أشخاصاً وهذا ما ترفضه الحكومة جملة وتفصيلا لكي تستطيع التحكم بمخرجات الانتخابات ويصل من تريده أن يصل وتمنع من تريد منعه من الوصول بمعنى تريد جمع خيوط لعبة مخرجات الانتخابات بيدها ورغم ذلك يحقق الكويتيون اختراقات مذهلة في هذه المعادلة وراضين بتلك الديمقراطية غير الملهمة وغير نموذجية وأخرتنا تنمويا كما يرددون مناوئها والحقيقة هي أن الحكومة أخرت تنميتنا لكي يردد الإعلام الفاسد أسطوانته المشروخة التي صدعوا رؤوسنا بها بأن الديمقراطية هي من أخرت التنمية ولا أعرف لماذا لم تؤخر تلك الديمقراطية التنمية في اليابان مثلا أو ألمانيا فقط لدينا أخرت ديمقراطيتنا التنمية!!!

المراد أنا أحد الذين عاصروا الانتخابات من نعومة أظافره، نعم أخرتنا عن التطور المفترض والطبيعي والذي هو بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد ولكنها لم تأخرنا ديمقراطياً رغم كل سلبياتها لذلك أنا سعيد بالوعي النوعي الذي أراه في ساحتنا الديمقراطية وعلينا التمسك بها مهما أثقلتنا من هموم وسلبيات فقد بدر الأجداد ورعاها الآباء وعلينا يا أهل الكويت نصونها ولا ترتضون بغيرها بديلا فهي سبيلكم الوحيد الذي حفظ لكم كرامتكم وحُريتكم وبلدكم سواء تاريخياً أو حاضراً وحتى مستقبلاً...
X:@anwar_alrasheed