الثلاثاء-23 ديسمبر - 02:11 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


ورقه الاسري في هذاالوقت يفتح وحشيه(اسرائيل )

الخميس - 26 أكتوبر 2023 - الساعة 06:53 ص

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب





‏يتسابق الكل على إدانة الطرف الفلسطيني، ويتناسون قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة ، وتصريح القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن كل مسلح هو  هدف للطيران بغض النظر عن المحيط الذي يوجد به  ،أكان في برج سكني أو مدرسةللانروا  أو حضانة وروضة أطفال ،هذه قواعد إشتباك ليست جديدة على السياسة الإسرائيلية، بل الجديد الإعلان عنها وإعتمادها كسياسة ترتقي إلى إرهاب دولة ،أمام أسماع وأنظار الرأي العام الدولي.
حماس تحارب الآن بسلاح الأسرى، تتحصن خلفهم وترمي بهم على طاولة المفاوضات ، لوقف التصعيد وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من سجون الإحتلال، فيما الهدف الحقيقي الرديف الحفاظ على أكبر قدر من بنيتها العسكرية خارج التدمير ، وسلامة أرواح قياداتها في الداخل والخارج.
إذا كانت حماس قد حققت المفاجأة الإستراتيجية، المنقوص منها فتح حزب الله الجبهة الشمالية لتخفيف الضغط عنها، فإنها تدرك جيداً أن التخلي عن ورقة الأسرى في هذا الظرف ،يفتح المجال واسعاً أمام وحشية إسرائيلية غير مسبوقة ،لا يفرملها قليلاً سوى نشر أسراهم في مواقع متعددة،  وفرض قاعدة ما ينطبق على مدنيي غزة ،ينطبق على أسراكم موتاً وحياة.
في الشق السياسي الداخلي لإسرائيل، حكومة نتنياهو اليمينية الفاشية المتطرفة ،هي في حكم الساقطة ، على خلفية الفشل المدوي الأمني السياسي العسكري صبيحة ٧أكتوبر ،وهي الآن تخوض معركة حفظ ماء الوجه بالمعنى السياسي ، أي إلحاق أكبر الخسائر بالفصائل المسلحة، لموازنة الكفة واخذ الناخب الإسرائيلي نحو القول :نحن أيضا ألحقنا بهم خسائر موجعة.
وبالعودة لتحريك موضوع الأسرى ، هناك صفقة تقترب من النضج،  تتحرك على مسارين:  المصري الإسرائيلي، والقطري الإمريكي، لمبادلة الأسيرات النساء الإسرائيليات بأطفال واسيرات فلسطينيات ، كمرحلة أولى للبناء على صفقة أوسع وأعم.
الفصائل الفلسطينية تعلم جيداً أن تمرير صفقة كتلك ، والتخلي عن ورقة الأسرى ، خسارة بالمعنى الإستراتيجي ، إذ يطلق يد القوة الإسرائيلية لعملية تدمير شاملة لقطاع غزة ، ومعها البنية العسكرية للمنظمات المسلحة، وإن ما يعطل هذا التوجه هو خشية إرتداد مقتل الأسرى ،على الداخل وعلى حظوظ التوليفة اليمينية الحاكمة ،وإن كان المستقبل السياسي لنتنياهو قد إنتهى إلى غير رجعة ،أياً كانت نتيجة الحرب القائمة.
على المسرح الإقليمي يعمل الكل على عدم إنتقال المواجهات إلى حرب إقليمية واسعة ، واشنطن بحاملات طائراتها ،والتي لا تخفي أيضاً مغازلة واضحة للوبي الصهيوني لدواعي إنتخابية ، تضغط سياسياً وعسكرياً على الدول المؤثرة، وتوجه رسائل شديدة اللهجة لإيران ،ومنها إلى سورية وحزب الله في لبنان ،والفصائل الشيعية المتفلتة في العراق واليمن ،رسالة قوة مفادها:
ممنوع فتح جبهة ثانية شمالاً  .