الثلاثاء-26 أغسطس - 08:39 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


الانتخابات المصرية ..مفاجآت ومحاذير

الأربعاء - 04 أكتوبر 2023 - الساعة 10:40 م

الكاتب: صالح بامقيشم - ارشيف الكاتب





بصرف النظر عن التحليل الخائب الذي يقول إن الدولة العميقة في مصر تستخدم التيار الناصري لابتزاز الخليج وتخويف المنطقة عبر سياسة حافة الهاوية فإن الانتخابات الرئاسية المصرية سيطرت على الاهتمام بسبب مركزية هذا البلد وأهميته في حسم مصير المنطقة ولعل أهم ملامح المشهد تبرز التالي :

_القوة والتأثير الشعبي الذي يتمتع به التيار القومي الناصري بنسخته المدنية الجديدة حيث نضبت مقدرات التيارات الدينية وربما "العسكر" وانخفض الامل في الشارع في قدرتها على الابتكار في مجابهة الأزمات العاصفة وخاصة الأوضاع الاقتصادية وأصبحت قطاعات شعبية ونخبوية تطالب بالتغيير ؛ وهذا سمح للتيار الناصري بمضاعفة ضغوطه والإصرار على شعاراته التي تركز على ثلاثة مباديء رئيسية تتمثل في استعادة الاستقلال والسيادة ورفض التدخلات الخارجية وعلى الصعيد الاجتماعي الانحياز للطبقات الفقيرة وتقديم الحماية الاجتماعية لها واقتصاديا الاتجاه نحو اقتصاد الإنتاج وتخفيف الاثار المترتبة على نهج الخصخصة والسوق الحر وهي أبرز مايحمله مرشح التيار الناصري احمد طنطاوي الذي ينظر إليه كخليفة للاب الروحي للتيار حمدين صباحي

_ان الانتخابات هذه المرة لن تكون قطعا شبيهة بالانتخابات السابقة التي ربح فيها الرئيس المصري بسهولة وبقارق كاسح من الأصوات أمام منافسه الشرفي موسى مصطفى في ما يشبه الاستفتاء الشعبي ورغم الاتهامات من أنصار جماعة الإخوان لطنطاوي بأنه مجرد كومبارس لتجميل المشهد إلا أن طنطاوي يشكو من تعرض انصاره بشكل واضح لعرقلة إجراءات توكيله التي يشترطها الدستور لتقديم أوراق ترشحه

يقدم الناصريون الجدد أنفسهم في قالب مدني جديد لكنه يحمل نفس مضامين سياسات وخيارات ناصر المتصلة بمناهضة هيمنة الاستعمار ودعم حركات التحرر والانتصار للفقراء مع إضافة عناوين ليبرالية تتعلق بحماية الحريات العامة وفي حالة وصول طنطاوي إلى السلطة فإن موازين القوى في المنطقة ستتعرض إلى اختلال كبير وإعادة ترتيب علاقات مصر الخارجية ودورها الإقليمي

تأتي الانتخابات لتعيد الحراك السياسي على المسرح المصري بعد ركود امتد لسنوات سمحت بتجفيف المناخ الثوري الذي أعقب ثورة يناير وموجتها الثانية في يونيو والتي أطاحت بالاخوان حيث يرى كثير من الفاعلين في مصر أن قبضة الدولة الأمنية أهدرت منجزات يناير على صعيد الرغبة في تعاظم الهامش الديمقراطي والتأسيس لتداول سلمي للسلطة بينما يرى آخرون أن العسكر انقذوا مصر من الفوضى

المؤكد أن هناك حراك سياسي يطرق الأبواب في أهم دول المنطقة وفي حالة تم عرقلة ترشح ممثل التيار الناصري الذي يحظى بتعاطف كبير فإن البلد قد تذهب الى مسار مجهول ويبعث على القلق رغم أن فرص الرئيس السيسي لازالت هي الأعلى

الدولة المصرية بيروقراطية عريقة استطاعت البقاء في أحلك الظروف وقامت مؤسساتها وفي طليعتها الجيش والشرطة بضمان استقرار البلد الذي بدوره يعتبر الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة العربية برمتها