السبت-04 مايو - 03:50 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


جفاك من كان يهدي روحه ولها. ( قصيدة )

الأربعاء - 20 سبتمبر 2023 - الساعة 02:06 م

الكاتب: محمد الخضر المحوري - ارشيف الكاتب





لم يبرأ الجرح، هذا دمعه انهمرا
وأنت لا زلت تحيي الشوق منتظرا

تمزق الشوق، لن تحظى بأوبته
في التيه ضاع، يلوك الجوع والسهرا

عصاه لم تعطه من سحرها أملا
وشج بالضرب وجه الأرض والحجرا

عليك بالقلب أغــلق بابه فبه
يعاد من دفتر الأحزان ما اندثرا

لا تمدح الورد إن أغراه منظره
وراح للماء يهجو نبعه بطرا

جفاك من كان يهدي روحه ولها
ويشرب العشق من أقداحه سكرا

علمته العوم في الأشواق فاخترقت
به السفين فرات البوح والكدرا

لكنه الآن، هذا الصخر يشبهه
لا يعشق الورد والأكمام والسحرا

لا ترج للحن تغريدا وقد هجرت
طيوره شرفاتِ العودِ والوترا

هذي المواويل قد جفت منابعها
وبلبل الأيك يهوي الآن محتضرا

والورد ذاو على أحداقه رمد
ما زاره الماء في أعطافه وجرى

وذلك البدر كالصحراء ممتقع
تقزم النور حتى لا يكاد يرى

دع كل ماضيك، ألقِ الآن يوسفه
في هوة البئر، يلقى الموت مستترا

وودع البوح في صندوقه فعسى
يسوقه الماء تحت القصر منحدرا

لعل في القصر من يرنو على أمل
كي يبدي النهر موسى البحر والخضرا

محمد الخضر المحوري