الخميس-03 أكتوبر - 07:07 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


من فوضكم للتفاوض مع الحوثي ؟!

الأحد - 17 سبتمبر 2023 - الساعة 07:33 م

الكاتب: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب





لا يحق لأحد سواءً كان مجلس القيادة أو التحالف أن يتفاوض مع الحوثي إلا بتفويض من الضحايا.
كل الشعب والناس في الشمال والجنوب ضحية الحوثي ، والحوثي سبب كل ما حدث وهو المسؤول عن ذلك ، والضحايا قسمان ، هناك قسم الأشد ضرراً من مختطفين ومشردين ومن تعرضوا لتعذيب ، وهؤلاء إذا قاموا بتفويضكم فممكن تتفاوضوا مع الحوثي ، وإذا لم فلا.
نحن كضحايا نطالب بمحاكمة الحوثي ، وأنت تذهب للتفاوض معه ، فعلى أي أساس تقوم بذلك.

على عدة إتجاهات ذهب المفسرون لتلك المفاوضات التي تجري مع الحوثي في المملكة.
الإتجاه الأول : قالوا أن السبب عسكري وعجزت المملكة على القضاء على الحوثي بالحسم ، ولخوفهم أيضاً من إستهداف الحوثي لمنشأتهم في أراضيهم.
ونحن نقول إذا كان الأمر هكذا فلينسحبوا وهناك أطراف داخلية قادرة على الحسم حتى صعدة ستقضي على الحوثي وعبر هذا ستخلص اليمن منه وتأمن أراضيكم.
إذا كان التحالف تعرض لعملية مكر من قبل أطراف انسحبوا وتخادموا مع الحوثي وسلموا له السلاح ، فهناك أطراف وفية ، السلفيون وحدهم فقط قادرون على التحرير الكامل والقضاء على الحوثي ، إدعموهم فقط أو اتركوا لهم المجال وإمنحوهم الإذن.

الإتجاه الثاني : أدعوا أن السبب مادي ، أي لا تريد المملكة أن تتحمل تكاليف تعويض ما دمرته الحرب ، ونحن نقول لهم لا نريد منكم أي تعويض ، قفوا معنا حتى التحرير الكامل والقضاء على الحوثي ، وسنقوم بإعادة كلما تدمر من إيرادات الدولة بعد التحرير الكامل.
الإتجاه الثالث : أدعوا أن السبب قانوني ، حيث أن التحالف أرتكب جرائم في الحرب سيعاقب عليها قانونياً ، ونحن نقول لهم أن التحالف لا يتحمل أي مسؤولية قانونية من تدخله في الحرب ، كون تدخله جاء بطلب قانوني من قبل الدولة ، والأمر الآخر يعتبر الحوثي سبب كلما حدث وهو المسؤول أمام القانون ويجب أن يحاكم عن كل الجرائم التي أرتكبها متعمداً وليس هناك أكثر إجراماً منه.

أصحابنا المحسوبين كمناهضين للحوثي والذين يقبعون في الفنادق ويستلمون بالعملة الصعبة ، أدعوا أنه سلام عبر المرجعيات وطالبوا بذلك.
يا ابني السلام عبر المرجعيات معناه أن يبدأ الحوثي بالإنسحاب وتسليم الأسلحة ثم بعدها يتم التفاوض على تسليم المرتبات وغيرها ، أما أنه يبدأ بالإتفاق حول تسليم المرتبات وتوسيع مصادر دخل للحوثي ، فهذا معناه مغالطة للنفس وتقديم خدمة للحوثي الذي سيحقق ما يريده ولن يلتزم بعدها بمرجعيات أو غيره ، وما يدور هو نسخة جديدة من إتفاق السويد ، ومثلما حصل على إيرادات ميناء الحديدة يريد الحصول على عائدات من النفط والغاز ليدفع بها رواتب الموظفين في مناطق سيطرته بدل أن يدفعها من إيرادات ميناء الحديدة الذي ألزمه إتفاق السويد بذلك.

أولئك الذين يعتقدون أنهم سيدخلون صنعاء سلماً أو حرباً ، أعلموا أن إتفاقات كهذه ستجعلكم لن تدخلون صنعاء لا سلماً ولا حرباً ، وكما هو معروف أن الحوثي لا يمكن أن يؤمن بالسلام وأن بقاءه لن يحقق سلام ، فليس هناك داعي لتضييع الوقت ومغالطة النفس ، نحن كضحايا نطالب بمحاكمة الحوثي ، وسيظل هذا مطلبنا قبل التحرير وبعده ، ونطالب بمحاكمته عبر المجتمع الدولي ، وعبر الدولة بعد التحرير الكامل ، ومن يطالبون بالسلام مع الحوثي هم من يقفون ضد مطالبنا كضحايا ليكونوا شركاء مع الحوثي فيما حل بنا ، ونصبح ضحية الحوثي وضحيتهم.