ٱراء واتجاهات


المملكة.. وسياسة العصاء و الجزرة

الخميس - 02 فبراير 2023 - الساعة 05:20 م

الكاتب: عبدالسلام السييلي - ارشيف الكاتب






منذ عشرات السنين وتدخلات المملكة وسياستها الخارجية تجاه الدول العربية خصوصا اللتي تتدخل فيها بشكل مباشر مثل لبنان واليمن وسوريا جميعها وصلت إلى نهايات مسدودة وخلفت أوضاع كارثية على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي لهذه الدول.
في اليمن تجد أن المملكة تعيش مرحلة تخبط سواء على المستويين العسكري أو الاقتصادي، وهذا التخبط إنعكس على قراراتها وظهر جليا بعدم قدرتها على إحتواء حلفاءها الجنوبيين اصحاب الانتصار الوحيد في عاصفة الحزم.

بدأت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ودول التحالف بداية قوية من خلال شن ضربات جوية على أهداف استراتيجية أخرجت معظم قوى الجيش التي استولى عليها الحوثيون ، مع تقديم دعم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة من خلال الانزال الجوي للمقاومة.
ووصل جيش الشرعية إلى مسافة قريبة جدا من صنعاء حيث لاتفصلهم عنها إلا 20 كيلو فقط بالمقابل وصلت ألوية العمالقة الجنوبية ودخلت إلى البوابة الجنوبية لميناء الحديدة الاستراتيجي واصبح سقوط المدينة قاب قوسين أو أدنى.

لكن إتفاق استوكهولم كان بمثابة طوق النجاة لجماعة الحوثي ورأه البعض أول هزيمة سياسية للتحالف.
بعدها تراجعت سياسات المملكة بشكل واضح على حساب تحقيق إنتصارات سياسية وعسكرية على الارض لجماعة الحوثي خصوصا مع التخادم الواضح بين الاخوان وبين الجماعة الحوثية.

بعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيا من قبل شعب الجنوب تخلت المملكة عن حليفها الصادق المقاومة الجنوبية وقطعت عنها الرواتب والدعم والتغذية ورغم ذلك مازال المقاتلون صامدون في جبهاتهم رغم مرور ثمانية أشهر من أخر راتب استلموه.

تحاول المملكة استخدام سياسة العصاء والجزرة مع الجنوبيين من خلال ضغطها للحصول على تنازلات من المجلس الانتقالي لصالح شرعية لم تعد تسيطر إلا على مديرية في مأرب وجزء لا يفصلة عن الحوثيين سوى طربال في تعز .

كما أصبحت رواتب المقاتلين في ألوية الأحزمة الأمنية والألوية الجنوبية مرهونة بالحصول على هذه التنازلات ومنها صرف رواتب جيش وموظفي جماعة الحوثي بأثر رجعي لثمان سنوات من موارد الجنوب. وهذا شكل نقطة خلاف بين الإنتقالي وبين التحالف والشرعية الموافقة مسبقا على الاتفاق بين السعودية والحوثيين برعاية عمانية .

معين عبدالملك رجل المملكة الأول ومنفذ سياستها في البلد المنهار منذ توليه عام 2018م رئيسا للحكومة دون تحقيق أي انجاز يذكر ، بالمقابل شن ناشطون ومواطنون غاضبون حملات اعلامية تطالب بإقالة معين من منصبه على اثر التدهور الاقتصادي وارتفاع سعر الصرف لكن كثير من المراقبون يرون أن المملكة متمسكة وبقوة ببقاء رئيس الوزراء في منصبه لانهم يعتبروه واحد من وسائل الضغط .