ٱراء واتجاهات


جئت بما لم يستطعه غيرك

الخميس - 02 فبراير 2023 - الساعة 05:13 م

الكاتب: محمد الخضر المحوري - ارشيف الكاتب







تعج دثينة بالأكاديميين ذوي الكفاءة، والباحثين المتميزين الذين وضعوا بصماتهم في شتى مناحي ومجالات المعرفة على اختلاف مشاربهم، وتنوع تخصصاتهم؛ لكنهم في سيرهم العلمي، ورحلاتهم الأكاديمية العاجة بالبحث والتنقيب لم يعثروا على تلك الجوهرة القيمة من التاريخ التي وقعت يدا أبي زين ناصر الوليدي عليها، ولست أعني هنا انتقاصا منهم، فلهم صولاتهم وجولاتهم في باب التاريخ التي لا تنكر، لكن ما أعنيه هنا أن المؤرخ أبا زين الغازي في أعماق التاريخ بتلسكوب البحث والتنقيب قد اصطاد صيدا ثمينا، لا يشبه غيره، وهذا يوضح سبب القبول والمتابعة الكبيرين اللذينا تحظى بهما كتابته.

ومن نافلة القول إن الصبر والأناة والقراءة المستمرة والمكثفة التي أثرت عنه كانت وراء هذه الجوهرة التاريخية التي اتحفنا بها، ولا زالت تتوالى علينا حلقاتها التي ستشكل في الأخير كتابا، يتناول تاريخا منسيا أهال عليه الجهل غبار الضياع، فاستقر في بطون الكتب مهملا منسيا حتى أبحر ماجلان (ناصر الوليدي) بسفنه التي شقت عباب الكتب واكتشف طريق رأس الرجاء الصالح (تاريخ دثينة) الذي كان مغيبا ومنسيا...

والحقيقة إن عملا كهذا مشروع جبار بحاجة لتفرغٍ إضافة إلى طاقات جبارة، ودعم سخي، ومؤازرة صادقة، إما مؤونة البحث والتنقيب فقد تولاها الأستاذ ناصر الوليدي، وما سواها يتوقف على رجالات السياسة والدولة والمال من محافظة أبين، وهم كثر، وباستطاعتهم إنجاح هذا المشروع.

يضاف إلى ذلك أني لم أكن أعلم أن هذه اللفظة (دثينة) ضاربة في عمق التاريخ، كنت أظن أن عمرها لا يتجاوز المائة عاما حتى فاجأنا الأستاذ ناصر الوليدي بمنشوراته الثرية، ولعلي لست وحدي في هذا الأمر...

وعلى هذا أوجه دعوة للجميع بمساندة الأستاذ ناصر الوليدي، والوقوف إلى جانبه في رحلته التي ابتدأت على سفينته المبحرة في أعماق أعماق التاريخ المنسي؛ وكونوا على علم أن القبطان الذي يقف على دفة السفينة مصوبا بصره إلى الأمام سيعود وفي جعبته الكثير والكثير؛ لهذا أقول لكم قفوا إلى جانبه بدعمكم، ومؤزرتكم، ومالكم، وتشجيعكم لعلكم تحظون بلقطة خالدة في سفر الأيام، يحكي التاريخ عنها بمزيج من الفخر والاعتزاز لأبنائكم وأحفادكم وأحفاد أحفادكم.

محمد الخضر المحوري