ٱراء واتجاهات


القضية الجنوبية و خطر الاستخدام

السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 11:25 م

الكاتب: مصطفى أمين صالح - ارشيف الكاتب






يرى المتابع لما يحصل في الساحة الجنوبية منذ فتره طويله لكنه يجد نفسه تائه ولا يستطيع فهم ما الذي يدور في الميدان و يحاك ضد ثورته التي ناضل سنين طويلة للوصول إلى ما هي عليه اليوم ، لكن الأمل الذي رسم خلال السنين الماضية المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية قد يتبخر اذا ما استمر عزل قوى الثورة الجنوبية، المؤمنة بحق شعب الجنوب الشرعي في العزة والكرامة على ارضه في دولته الجنوبية المستقلة عن المشاركة الفاعلة في رسم ملامح المرحلة من خلال المجلس الانتقالي .

فبعد حرب 2015م الظالمة على الجنوب وجدت بعض الأحزاب فرصتها الكبيرة في نقل صراعها مع خصومها من الشمال إلى الساحة الجنوبية ، واستغلال القضية الجنوبية كواجهه في تصفية خصومها و إغراق الثورة الجنوبية التي هزت عروشها بعد أن كانت مسيطرة على الساحة اليمنية ، و نطوت تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وبدأ بإعلان حربها على خصومها تحت غطاء الثورة، و مستغله العداوة التي كان الإخوان المسلمين قد صنعوها ضد الثورة الجنوبية ، و استفزازاته التي أطلقها ضد أبناء الجنوب ، لتبدأ تلك الأحزاب في جر الثورة الجنوبية في صراعها، مما جعل أبناء الجنوب يصارعون تلك الاستفزازات متناسين أنهم في حرب ضد منظومة احتلال متكاملة وتلك الأحزاب جزء من تلك المنظومة التي شنت حرب اجتياح الجنوب عسكريا واحتلاله في عام 1994م والذي كان المؤتمر الشعبي العام على رأس هرم السلطة في ذلك الوقت و انقلب على اتفاقية الوحدة التي وقعها مع الحزب الاشتراكي ، واستمر ذلك الحزب " المؤتمر " وبمشاركة حزب الإصلاح في ممارسة سطوته على الجنوب بقوة السلاح إلى أن اندلعت الحرب في 2015م واستطاع شعب الجنوب بسط سيطرته على جزء كبير من أرضه ، و بداية حقبه جديدية في تاريخ القضية والثورة الجنوبية انتقلت فيها من المطالبة بالحق في استعادة الدولة الجنوبية إلى بسط السيطرة على الأرض ، و لتبدأ معها تلك الأحزاب من تغيير استراجيتها بعد أن فقدت السيطرة على الأرض الى اختراق القضية الجنوبية عبر أدواتها لافشال مشروعها والعبث فيه وإظهارها عاجزة عن تقديم نموذج جيد في إدارة الدولة والسيطرة على مراكز القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي واستبعاد رموز الثورة التحررية الجنوبية التي كان لها تأثير كبير وفاعل في وصول القضية إلى ماهي عليه اليوم، ومن ثم استبعاد كل من ينتمي ثورة الجنوب " لحراك الجنوبي" حتى يتسنى لهم ما يريدون في ظل استبعاد قادة الثورة الجنوبية ومشروع استعادة الدولة الجنوبية حول الرئيس القائد عيدروس ، و ترويض القضية الجنوبية و إعادة إحكام سيطرتها على الجنوب و ضمان بقائه في الدولة اليمنية الواحدة في أي تسوية سياسية قادمة .

لكن السؤال هل سيستمر الرئيس عيدروس في الاعتماد على تلك الأدوات واستبعاد قوى الثورة الجنوبية (الحراك الجنوبي) في تمثيل القضية الجنوبية الأمر الذي ينذر بكارثة بحق شعب الجنوب وإدخاله مجددا في مستنقع اليمن الواحد ؟؟ ..