ٱراء واتجاهات


الومضة الثانية

الجمعة - 20 يناير 2023 - الساعة 11:13 م

الكاتب: محمد الخضر المحوري. - ارشيف الكاتب






كان هناك لغط كثير يدور في القاعة، قابله في الجهة الأخرى من على المنصة محاولات عدة للمعالجة، لكنها محاولات باءت بالفشل، حتى كاد أحدهم عند محاولة إخماد اللغط الدائر الانفجار بصورة متوقعة إزاء عدم الانضباط، طبعا هذا رأيي مع أن هناك من خالفني،... ما يهم أنني كغيري تقبلت الواقع بصدر ضيق؛ لأننا أمام واقع لا يمكن تغييره إلا بتدخل سحري يصل مفعوله إلى جميع الحاضرين فردا فردا....

وفجأة سرى طيف لطيف لم يكن حاملا مطرقة الوعيد، ولا سندان التحذير، ولا عبارات اللوم والتأنيب كما في السابق بل عبق زاكٍ ممزوج في توليفة من اللحن الشجي والكلمات المنحوتة من صخور الإبداع وجلاميد القوة التي فرضت طقس الصمت على الحاضرين...فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا....

لم نكن نعلم أنها ستفرض سلطانا لا يقاوم، وهي ما هي إلى جانب تلك الشخصيات التي حذرت وأنذرت ولامت...لكننا والحقيقة نسينا أن للشعر سلطانه الذي لا يضاهى، وجبروته الذي لا يقهر، وهو أشد ما يكون حين يصنعه مجيد لا يشق له غبار، كيف وهو أمير الشعراء، الشاعر أسامة المحوري الذي طاف أريج سحر كلماته، وفاح عذب عرفه في أرجاء القاعة بصوت الزهرات فانقشع اللغط كأن لم يكن وحلت محله سكينة وهدوء كبيييير، ولشدة الحماس الذي انتاب أخوكم قال للجالس بجانبه:

( شفت لما سكتوا، ذا ذري هل صالح)
لكنه لم يبادله سوى بابتسامة، والحقيقة إنها كانت من أعماق روحه...


لهذا دائما نردد ونعيد ما رددناه أن التميز والنجاح لا يخلقه إلا الرجال الناجحون المثابرون؛ وكلما أتيحت الفرصة لهؤلاء، ومكنوا مما يجيدونه شمل النجاح نواحي الحياة ومجالاتها المتعددة.

لهذا أطلقوا أيدي الناجحين، شاركوهم، لا تنظروا إليهم كمصدر تهديد.

دعوهم يمارسون ما يجيدونه، وراقبوا عن كثب، وسترون ما يسركم، ولو كان الواقع مزر ومتعذر التغيير، فماهي إلا بضع كلمات راقية صنعت ما لم تصنعه الأفعال ...

محمد الخضر المحوري

جمعة مباركة