من تاريخ الجنوب حسان..يا حسان....
الأربعاء-25 يونيو - 03:19 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


تنمية الشباب الجنوبي

الخميس - 23 يونيو 2022 - الساعة 05:58 ص

الكاتب: د . إيزيس المنصوري - ارشيف الكاتب





د ايزيس المنصوري

تعد دراسة واقع شباب الجنوب المتردي لأمر في غاية الأهمية في وقتنا الراهن سيما ان السياسة الهمجية وتدمير الممنهج للتعليم والتربية من قبل عصابات الجمهورية العربية اليمنية اودت به الى التهلكة واصابته بالعجز التام عن اخذ حقوقه من التربية والتعليم والانفتاح على العالم الأخر، بل عملت جاهدة على حرمانه من الفرص التدريبية التي تؤهله لامتلاك قدرا متنوعا من المعرفة الإنسانية لتحمل مسؤوليته، ثم مسؤولية المجتمع والوطن , بل أنها عملت على تعتيم الضوء أمام أعين شباب الجنوب بما يخص الجوانب التاريخية و السياسية, فقد جعلت شبابنا الجنوبي ينظر للحياة كونها البحث عن لقمة عيش او سد رمق للحياة فقط.


فقد حان الوقت لنهضة الشباب، وإعادة تأهيلهم وتطويرهم وتنميتهم فكرياً وعملياً والعمل على توعيتهم لفهم الحياة الانسانية بصورة مختلفة بعيداً عن حياة الظلم والاستبداد الذي مارسه عصابات الشطر الشمالي البائد على شباب الجنوب مند عهد طويل، والذي استخدم فيه كل المخططات الدنيئة لتدمير هذه الثروة الحقيقية (الشباب) من تجهيل و ترويج، وبيع للمخدرات والاسلحة ، وفتح بيوت للدعارة ، وادراج الشباب فيها وإغوائهم .

وأنه من الواجب الوطني أن توضح لهم اهميتهم في المجتمع من حيث رسم واقع الأبعاد المختلفة للمشاركة الاجتماعية ,الاقتصادية، وكذلك السياسية بكل ما يؤثر فيها من حيث نقاط القوة والضعف وأنماط الصراع المختلفة بما يتيح لهم درجة عالية من الوضوح والتبصر في التعرف على الواقع السياسي او غيره من الجوانب الذي يعيشونه مما يجعلهم يشاركون بوعي وفاعلية في العمل الوطني .

يمثل الشباب في مجتمعنا الجنوبي موردا بشريا يوازي الموارد المادية، الأمر الذي يفرض النظر الى الطاقات الشبابية الكبرى وإمكانية استثمارها.

ففهم حاجات الشباب ومشكلاتهم على أساس من البحث العلمي المنظم وخلق المناخ الملائم وإتاحة الفرص للمساهمة الادإيجابية في كافة مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية . ولكي نحقق هذا الهدف يستلزم بدوره وضع سياسة شبابية ترتكز على أسس من المعرفة العلمية المنظمة بقضايا الشباب الجنوبي، ومشكلاته وتساعد على وضع برنامج عملي وتوعوي ذات الصيغة الملائمة بتوجيه الشباب اجتماعيا ، وهذه البرنامج يمكن أن تقوم على محاور رئيسية أهمها:

النظر الى الشباب باعتبارهم جزءا هاما من قوة العمل الاقتصادية، فهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل
إضافة إلى ضرورة تطوير المفهوم الصحيح عن الذات الاجتماعية للشباب الجنوبي لتتبلور سماتهم المثالية الى طاقات معنوية تستخدم لتحفيزهم لبذل الجهود اللازمة لبناء المجتمع وتماسكه .

الى جانب أنها تدعم انتماء الشباب للنظم الاجتماعية القائمة ، بل وتساعدهم على المشاركة الحقيقية في وضع الخطط اللازمة لتغيير وتطوير الأنظمة المتخلفة ذلك ان المجتمع نتاج وبهذا يتحول الشباب الى قوة إيجابية فعالة من قوى البناء والاصلاح الاجتماعي والسياسي.

كما ان تنمية وإعداد قدرات الشباب على ممارسة الديمقراطية تساهم بطريقة علمية وعملية في النقد البناء وممارسة الحياة الصحيحة والمشاركة في تقويم الأخطاء من خلال المؤسسات القانونية أو أجهزة الإعلام، ووسائل التعبير السليم عن الرأي والرأي الأخر.

وفي الأخير، فأن المرحلة الذي يمر بها وطننا الجنوب الحبيب تحتاج إلى تظافر الجهود من قبل الجميع وبالذات الشباب كونهم ثروة بشرية فعالة تمشي على الأرض , وجزء مهم ونشيط في النسق الاجتماعي. ويجب العمل من كافة الجهات المسؤولة وبكل الطرق والأساليب العلمية على الا ينعزل الشباب عن مجتمعه , وبدورنا نؤكد حقيقة لا مفر منها ، وهي أن الشباب هو نتاج عن المجتمع الذي نعيش فيه بإيجابياته وسلبياته .

وعليه وجب العمل على أهمية تنمية الشباب عبر سلطة سياسية وقانونية وهيئات مجتمعية واعية لأهمية هذه الشريحة من المجتمع.

د/ ايزيس المنصوري