ٱراء واتجاهات


انفصال أم فك ارتباط؟!

الأحد - 21 ديسمبر 2025 - الساعة 01:20 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



دار ويدور الكثير من الحديث عن مجريات الأحداث في اليمن، ولا سيما فيما يتعلق بالجنوب العربي الذي دخل في وحدة مع اليمن الشمالي، والدولتان كانتا تسميان آنذاك قبل الوحدة بالجمهورية، الأولى الجمهورية اليمنية أما الثانية فاسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكان لكل دولة مقعدٌ في الأمم المتحدة، وتمثيلٌ دبلوماسيٌّ في كافة الدول، والاتفاقيات الدولية.

ولكن كثيرا ما يتم الخلط المتعمد أُكرر خلط متعمد ومع سبق الإصرار والترصد ما بين مصطلح انفصال وفك ارتباط، ورغم أني كثيرا ما كررت وشرحت الفرق ما بين المصطلحين إلا أن العديد بل الكثير من الذين يزعجهم متابعتي للملف الجنوبي يضللون المتابعين بكلمة انفصال، ويكررونها مليون مرة، ومع ذلك بالنسبة لي لا يضيرني ذلك بل بالعكس يؤكد ما أذهب له بأحقية الشعب الجنوبي بفك الارتباط؛ لأن الفكرة ما بين الانفصال وفك الارتباط يكون الانفصال ما بين جزء من دولة كما حصل بمطالبة إقليم كاتلونيا في برشلونة بالانفصال عن أرض الأم عن إسبانيا، أو تيمور الشرقية عن إندونيسيا، أما فيما يتعلق بالملف الجنوبي هو فك ارتباط ما بين دولتين حيث نكث اليمن الشمالي بكل ما كان اتفق عليه مع الجنوب بل زاد على ذلك بغزو الجنوب عسكريا عام 1994 مما أنهى أي اتفاق لذلك طالب علي سالم البيض رسميا بفك الارتباط مع الشمال.

اليوم المجتمع الدولي أمام حقيقة تتنازعها المصالح التي يفترض أن تنحاز لمصلحة الشعب الجنوبي، ودعم ما يطالب به بفك الارتباط، وإرجاع الحق لأصحابه الشرعيين؛ لأنه لا وحدة بالقوة العسكرية الجبرية التي رفضها مؤتمر أبها، وعلى دول الخليج أن تصغي للصوت الجنوبي؛ وتعترف بدولة الجنوب اليوم قبل الغد فوجود دولة جنوبية قوية ستكون إضافةً لقوة دول الخليج، وأي تأخير لأي سبب كان بحسم قرار عودة دولة الجنوب لن يكون في صالح دول الخليج لا سيما عندما يحسم الشعب الجنوبي أمره، ويصدر قرار عودة دولته من ساحات الميادين المشتعلة منذو أكثر من أسبوع كما يطالب بذلك العديد من الزعامات الجنوبية.

السؤال هل تستوعب دول الخليج هذه الحقيقة وتحسم قرارها ام سيحسمه الجنوبيون من الساحات؟!

هذا ما آمله…
@anwar_alrasheed