ٱراء واتجاهات


إعلام الشمال وخطاب الكراهية

السبت - 20 ديسمبر 2025 - الساعة 08:59 م

الكاتب: عبدالسلام السييلي - ارشيف الكاتب






منذ ما قبل حرب صيف 1994م، انتهج إعلام الشمال سياسة ممنهجة قوامها ترويج الأكاذيب، وفبركة الأخبار، وتزييف الحقائق، معتمداً خطاباً شعبوياً تحريضياً لتضليل المواطن، مستخدمًا لغة مسمومة وعبارات كراهية استهدفت أبناء الجنوب، بهدف تعبئة الشارع وحشده ضدهم. وقد تجلّى ذلك بوضوح قبيل حرب 1994م، حين صدرت فتاوى التكفير من قبل حزب الإصلاح، التي استباحت دماء وأموال وأراضي أبناء الجنوب، بذريعة أن شعب الجنوب العربي السني «شيوعيون».

بهذه الفتاوى أُخرج شعبٌ بأكمله من الدين والملة، لا لشيء سوى خدمة مصالح ضيقة سعت إلى نهب ثروات الجنوب والسيطرة على أرضه. واستمرت المتاجرة بالدين كأداة للحرب والتضليل حتى عام 2015م، حين برّرت مليشيات الحوثي الإيرانية غزوها للجنوب بذريعة ملاحقة «الدواعش»، بينما الحقيقة أن تلك المليشيات لم تأتِ إلا لنهب ثروات الجنوب وتمويل مشروعها السلالي الطائفي، مستخدمة الأسلوب ذاته في التزييف والتحريض وبث ثقافة الكراهية ضج أبناء الجنوب .

واليوم، وبعد طرد قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، وتطهيرها – ومعها المهرة – من عصابات الإخوان، نشهد تصاعداً غير مسبوق في الهجمات الإعلامية المعادية للجنوب وقواته المسلحة وشعبه، وهي هجمات لم تتوقف يوماً، لكنها ازدادت شراسة وحدّة، وهذه المرة تحت تهمة ملفّقة جديدة: «التعاون مع الكيان الصهيوني».

ومن واقع خبرتنا الطويلة في التعامل مع نظام صنعاء بكل أطيافه – حوثياً، ومؤتمرياً، وإخوانياً – ندرك جيداً أن هذا الخطاب التحريضي الخطير غالباً ما يسبق عمليات إرهابية تستهدف أبناء الجنوب. فهؤلاء تجار دين وتجار حروب، يتحدثون باسم الدين وهم أبعد ما يكونون عنه، ولا يعنيهم سوى تحقيق مكاسبهم على حساب ثروات الجنوب.

لا يبالون بدماء الأبرياء التي تُسفك نتيجة خطابهم التحريضي، ولا بالأرواح التي تُزهق بسبب جشعهم وطمعهم، فالإرهاب بالنسبة لهم وسيلة، والكراهية وقود، والجنوب هو الهدف الدائم.

لا يعلمون أن مثل هذه الممارسات تجعل شعب الجنوب أكثر صلابة وأكثر تمسكاً بمشروع إستعادة الدولة الجنوبية للخلاص من هؤلاء القتلة والحاقدين والمتاجرين بالدين والدماء الجنوبية.
لن تثنينا أعمالهم القذرة ولا فبركاتهم الكاذبة ولن نتنازل عن ذرة رمل واحدة من تراب جنوبنا الحبيب.
سنظل أوفياء لدماء الشهداء الذين سقطوا في طريق الحرية على هدف إستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة

المجد والخلود للشهداء
ولا نامت أعين الجبناء