ٱراء واتجاهات


حين تتلاقى خطابات يُفترض أنها متناقضة في مرجعياتها،

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 10:22 م

الكاتب: د أحمد عبداللاه .. - ارشيف الكاتب



خطاب الإخوان، وحلفاء إيران، وبعض الإعلاميين في الجارة الشقيقة، و بعض من القوميين، على موقف واحد من قضية الجنوب وتمدد قواته المسلحة على أرضه، فإن السؤال لا يعود سؤال فهم، بل سؤال قيم. و مهما ذهب اصحاب "الجدعنة الإعلامية" في تغليف مواقفهم بتفسيرات "غليظة" ولغات "فتوات"، فان الجوهر يبقى مكشوفاً.

التقاء الفرقاء لا يحدث لأن الأمر قد التبس عليهم، بل لأن البعض حين يتوهم بأن جزءاً من مصلحة أو رؤية معينة أو أولويات سوف تتعدل تصبح الحقيقة ذاتها عبئاً اخلاقياً و سياسياً، وهنا يتحقق القول: "يؤذيك حتى من تخشى عليه من الأذى". فالعقل لا يفشل في القراءة، بل تتعطل البوصلة القيَميّة.

نأمل أن بعض الإعلاميين لا يمثلون دولهم، لأن القضية الجنوبية، في هذا السياق، ليست موضوعاً للتجاذب، بل ساحة اختبار للضمير العربي والإنساني. و حقوق الشعوب في التحرر لا تُدار بمنطق التنافسات الجيوسياسية، بحيث يُعامل صاحب الحق، في لغة البعض، وكأنه مجرد أداة ذات وظيفة، قابلة للتعليق كلما اقتضت توازنات المصالح.

الخطاب العابر للأيديولوجيات يكشف مفارقة عميقة، هي أن أكثر الأطراف تناقضاً جوهرياً حول مسائل حيوية يمكن أن تلتقي ظرفياً حتى وان ألحق ذلك ضررا بحق شعب في التحرر. و متى ما اعتُبر هذا الحق خروجاً عن الحدود المرسومة له تمنى البعض ترحيله "إلى حيث تغني جراد البحر".
أحمد عبداللاه