الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العاصمة عدن
اخبار محلية
عربية وعالمية
تقارير وتحقيقات
تاريخ الجنوب
رياضة
منوعات
مقالات
رياضة
مصر تتعادل مع الإمارات في الجولة الثانية من كأس العرب..
الإثنين-08 ديسمبر - 11:39 ص
-مدينة عدن
ٱراء واتجاهات
الوحدة: خطاب العرب ودماء الجنوب
الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 11:45 م
الكاتب:
د أحمد عبداللاه .
- ارشيف الكاتب
الجنوبي مسرف في مشاعره الطيبة، ذهب بذاته إلى الوحدة ليجسد أماني العرب الذين تخلوا عن أمانيهم غير الواقعية في مهدها وتجنبوا السعي إليها بكل ما أوتوا من عزم.
لم يدرك أن أعمق البواعث الوطنية هي التي تتجه إلى بناء الذات المستقلة، وأن الوحدة التي يفهمها العالم تقوم على التكتلات الاقتصادية والتعاون الاستراتيجي في الأمن والعلاقات الخارجية، وليست حالة الذوبان والضياع التي يتم فيها الإضافة عن طريق الحذف. وهذه الأخيرة هي التي تمت بالفعل وزرعت جذور النكبة. وهي التي رفضها العرب واختارها قادة الجنوب ليجربوا بشعبهم.
الخليجيون، بدولهم الصغيرة والكبيرة وثقافاتهم المشتركة وقبائلهم المترابطة، صنعوا مجلساً استغرق عقوداً دون أن يعيشوه كما تمنوا، وتحول إلى منتدى لإدارة الخلافات (غير المعلنة)، فأصبح الخليج، على وقع نمو الطموحات والمسارات المتباينة لدوِله، خلجاناً فاق تنافرها قدرة المجلس بهياكله التقليدية على احتواء أزماتها وتوحيد مساراتها.
ومن جهتهم لم يحزم البيروتيون حقائبهم هاربين من أزماتهم الداخلية نحو دمشق ليعلنوا عن الشام الكبير وواحديته المقدسة، ويتنازلوا عن راية “الأرزة الخضراء”، لأنهم يفهمون أن ذلك سيقود إلى اندثارهم أحياءً، فغنوا “يا شام عاد الصيف” لكن يبقى كلّ في دياره يحمي روابط الأخوة والحياة المشتركة ويحافظ على التكافؤ والحقوق.
أما دمشق وبغداد، وهما توأم بالتنشئة التاريخية التي سارت بهما فوق تضاريس صعبة منذ عواصم الخلافة حتى “البعث العربي”، فقد ابتعدتا قبل أن تقتربا من ربع “حلم وحدوي” أو من خطوة حقيقية للشراكة حين كانتا محور العروبة الصلب. وأصبحت الموسوعات التي كتبت في “الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة” مجرد حلم على ورق، تنافرتا على وقعه دمشق وبغداد، رغم واحدية أيديولوجيا البعث الحاكم والمصائر المشتركة والشبه في كل الحبكات المحكية في الخطاب السياسي وسلالم النغمات المرافقة له.
وكذلك تونس الصغيرة الجميلة، وهي متكئة بثبات على الكتف الغربي من الجغرافيا الليبية الكبيرة، لم تفكر يوماً أن تذهب إلى طرابلس الغرب الغنية ذات السكان الأقل لتخوض غمار الخطاب المحموم وتتخذ منها عاصمة تاريخية بأثر رجعي معلنة حالة الانصهار الأبدي، لأنها إن فعلت سوف تتلاشى خارج مداها الحيوي في أحسن حال أو تُرمى في مياه خليج سرت مثل قربان يقدم لإله البحر، ليس أحد الأولمبيين الاثني عشر، ولكن أحد الزعامات الهائجة فوق المدى العروبي الحار. ولهذا رأت تونس أن تبقى قرطاج كما هي، شقيقة تاجوراء الليبية، ولكن كلّ في دولته.
وهكذا تبخرت أيضاً كل مشاريع الوحدة والاتحادات بعد انهيار تجربة مصر وسوريا، واتضح مع الزمن أن محصلة العطاء الوحدوي لدول العرب مجتمعة لم تتجاوز سقف ميثاق الجامعة العربية الميتة أصلاً. لقد تفادت كل دول العرب حمل مشقة الوحدة بمفاهيمها المتشددة والخوض في مخاطرات مجهولة وحروب داخلية محتملة، وحملها الجنوبي المغدور ليشقى بها جيل بعد جيل.
أوهموه منذ طفولة وعيه أنه إن ذهب إلى الوحدة سيزداد كمالاً فزاد نقصاً، ويزداد قوة فزاد ضعفاً، ويزداد استقراراً فزاد انهياراً، وقيل له إن الوحدة بكل سيئاتها الواقعية أفضل، فكانت بكل حسناتها الافتراضية أسوأ. واكتشف مباشرة أنه تحرك بلحمه المجروح فوق زجاج محطم ووفق حسابات المساطر والمناقل الأيديولوجية.
لم يتدرب على الرؤية فسار مقاداً، ولا على التفكير فعاش ملقناً، وخاض تجربة المتلقي للنظريات الجامدة حتى وضعه القادة في حقيبة سفرهم بعد أن وقفوا على الرصيف يبحثون عن “أوتو ستوب” تاريخي سريع يحملهم إلى ضفاف الوهم السديمي بنشوة الفارين من الحقيقة الجارحة. ثم اختفوا تاركين شعبهم ينزلق خارج دورة الزمن وإيقاع الحياة.
والخلاصة.. إن استعراض التجربة ليس من أجل البكاء أو الإدانات، ولكن لاستخلاص الدروس. لقد آن الأوان لأن يفهم الناس أن أثمن وأبقى الروابط الأخوية بين الشمال والجنوب تتمثل في الشراكة المستمرة بمفاهيمها الحضارية، دون المساس باستقلال الآخر، فالتراث الوحدوي كله حرائق وخرائب، وما يزال دم هابيل صارخاً في الأرض.
أحمـــــــــــد عبد اللاه
شاهد أيضًا
رئيس الإمارات ونائباه يهنئون الرئيس السوري بذكرى عيد التحرير..
الدكتور عبدالله العليمي يلتقي رئيس وزراء قطر لبحث دعم الإصلاحات الاقتصادية وتخفي..
مؤتمر مأرب الجامع يعقد اجتماعًا استثنائيًا ويؤكد الاصطفاف خلف القيادة وجهود استع..
مواضيع قد تهمك
مصر تتعادل مع الإمارات في الجولة الثانية من كأس العرب ...
الأحد/07/ديسمبر/2025 - 06:00 ص
رياض النهدي: وجه الإرها..ب وتهديد حضرموت ...
الأحد/07/ديسمبر/2025 - 02:40 ص
" الاسطوانة المشروخة " ...
السبت/06/ديسمبر/2025 - 08:07 م