الأربعاء-22 أكتوبر - 04:44 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


همس اليراع لقاء الضالع خطوة على طريق المصالحة الوطنية الجنوبية

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - الساعة 11:16 م

الكاتب: عيدروس نصر - ارشيف الكاتب






أسعدتني كثيراً الزيارة التي قام بها اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للزميل النائب صلاح قائد الشنفرى على هامش زيارته لمحافظة الضالع وإحياء فعالية الاحتفال بالذكري الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أوكتوبر المجيدة، وما تمخضت عنه هذه الزيارة مما يمكن تسميته باستعادة العلاقات الرفاقية النضالية بين قائدين معروفين في المقاومة الجنوبية في محافظةٍ ذات أهمية استراتيجية كبيرة وتاريخ نضالي مشرِّف كمحافظة الضالع.
في شهر مايو من العام 2017م كان كاتب هذه السطور قد توجه بدعوة إلى الزميل الشنفرة وإلى أنصار المجلس الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي من خلال منشورٍ على منصة فيس بوك، نشر على عدد من المواقع الإلكترونية، ومتنضمن في كتاب (همس اليراع 5) "هموم وتطلعات جنوبية" المرتقب صدوره قريبا، بعنوان "رسالتي إلى الزميل صلاح الشنفرى والزملاء المختلفين معه" وهي موجهة إلى الزميل الشنفرى واللواء عيدروس الزبيدي دعوت فيه اللواء الزبيدي ومعه جميع اعضاء المجلس الانتقالي ومؤيديه "إلى قطع نصف المسافة للاقتراب من الزميل صلاح الشنفرى وأدعوه لقطع النصف الآخر من المسافة حتى نصب جهودنا في وعاء واحد لخدمة قضية أنبل وأكبر من ذواتنا ونوازعنا ورغباتنا هي القضية الجنوبية".
وأحمد الله أن دعوتي هذه قد حققت مبتغاها، ولو بعد ثماني سنوات من الفرص المهدورة التي كان يمكن خلالها مراكمة نجاحات أكثر وفرصٍ أكبر لخدمة المشروع الجنوبي التحرري، على طريق استعادة الدولة الجنوبية الهدف الأسمى للسواد الأعظم من الجنوبيين.
ليس هذا وقت العتاب أو البكاء على اللبن المسكوب، لكن ما يتطلع إليه كل الحريصين على حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته، هو أن تكون هذه الخطوة هي الأولى على طريق المصالحة الوطنية الجنوبية الشاملة، التي ينبغي أن تشمل جميع أبناء الجنوب المؤمنين بعدالة القضية الجنوبية والمتطلعين إلى دولة جنوبية جديدة متحررة من عيوب وتراكمات وخيبات الماضي القريب والبعيد، والمعبرة عن كل الجنوبيين بكل أطيافهم السياسية ومعتقداتهم الفكرية وانتماءاتهم الجهوية والفئوية والمهنية على كامل التراب الجنوبي.
إن القضية الجنوبية هي قضية كل الشعب الجنوبي، وليست قضية حزب أو تنظيم أو كيان سياسي أو محافظة أو منطقة جغرافية أو مكون ديمغرافي أو مجموعة مناطق أو قبائل، ولأنها كذلك فإن المصالحة الجنوبية يجب أن تشمل كل الجنوبيين المؤمنين بعدالة القضية الجنوبية من المهرة إلى باب المندب ومن حنيش وزقر إلى سقطرة وعبد الكوري.
ولأن الحيز قد لا يتسع لتناول كل التفاصيل المتعلقة بمشروع المصالحة الوطنية الجنوبية، فإنه يمكن التوقف عند بعض الشروط الضرورية من خلال:
1. أن تقوم المصالحة على أساس الشراكة السياسية لكل الطيف الجنوبي السياسي بتنوعاته السياسية وتبايناته التنظيمية وتعدداته الجهوية والفئوية ومكوناته الجغرافية والديمغرافية، أي أن يتحمل الجميع مسؤولية المرحلة الانتقالية حتى يوم استعادة الدولة وما بعد استعادة الدولة الجنوبية؛
2. دفن صراعات الماضي وإغلاق ملفاتها، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الوطنية القائمة على القاسم المشترك الأعظم المتمثل في القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في بناء دولته الجنوبية الجديدة؛
3. احترام التباين الفكري والسياسي والتنظيمي، بما لا يمس بالقاسم المشترك بين أطراف المصالحة الوطنية الجنوبية؛
4. الاتفاق على صيغة سياسية تنظم عملية إنجاز المصالحة الوطنية وإادارة الشراكة السياسية الجنوبية في النضال من أجل تحقيق الهدف الوطني الجنوبي المشترك، وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على أرض الجنوب بحدود 21 مايو 1990م.
وللحديث بقية