الثلاثاء-16 سبتمبر - 04:18 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


#مواقف_مربربة

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2025 - الساعة 04:20 ص

الكاتب: ياسر محمد الاعسم - ارشيف الكاتب



> بعد كل منشور، يزور كثيرون صفحتنا، وتأتي تعليقات بعضهم حزينة، ورسائلهم تئن.
> يسألني أحدهم، لماذا تشغلكم موجات "الترند" عن معاناة الناس الحقيقية؟، وهل أنتم راضون عما يحدث؟.
> يا أخي، قرارات رئيسكم "عيدروس" على العين والرأس، ولكن اسألوهم عن رواتبنا التي لم نستلمها منذ ثلاثة أشهر، وعن بطوننا التي نربط عليها الحجر.
> يا بن الأعسم، كلنا مع سالم ثابت وتؤلمنا استقالته، لكنه مازال قيادياً في الانتقالي، واسمه وامتيازاته محفوظة في هيئاتهم وكشوفاتهم، وربما سيعوضونه بكرسي "سبيشل".
> نحن البسطاء من يستحقون الرحمة والشفقة، وأن تقفوا معنا، وأن تكون الصحافة كلمتنا وصوت معاناتنا.
> يا أخي، طبلوا وزغردوا كما تشاؤون، ولسنا ضد ما تسمونه "قرارات التمكين".
> لكن اسألوهم، هل يعلمون أن الكهرباء طافية منذ ليلة البارحة حتى ظهر اليوم؟!، وهكذا صار روتين حياتنا اليومي، حتى أصبح النوم حلماً والصحو هماً.
> ولا شأن لنا إن غبشوا لتمكين "العبادي" من الأراضي، وليس لنا موقف من نشور "الشرمي"، ومراسيم تسليم "العاقل" مفاتيح مكتب "باسليم"، ولا يؤسفنا إن داسوا ذنب "العليمي" أو دقوا خشمه.
> لكن قلوبنا تنفطر حين نرى رفاهيتهم، وننظر إلى أناقتهم وبدلاتهم وربطات عنقهم وساعاتهم الفاخرة، ثم نلتفت إلى حالنا وفقرنا وقهرنا، وإلى وجوهنا وبطون أطفالنا، فتشعر إنسانيتنا بالمهانة.
> ولا يعنينا إن جنح رئيس الحكومة والوزير باذيب وغيرهم إلى صف رئيسكم وسارعوا بمباركة قراراته، كما لا يهمنا أن رفضها السلطان الوزير.
> لكننا لا نشعر بالاطمئنان، وكل محاولاتنا للتعايش مع واقعنا مهينة.
> ولن نطالبهم بشيء قد لا يملكونه أو أن يمسوا قدسية "الإعاشة"، أو يعلنوا بيانهم رقم (1).
> لكننا أيضاً نكره أن يستضعفونا، ويعلقوا مصيرنا على مشانق مواقفهم وسياساتهم الانتهازية.
> لا تتركوهم ينهشون لحمنا، فإذا كانت الشرعية عاجزة ومفلسة، والشعب في جحر الحمار، فمن المستفيد من استمرار هذه المرحلة؟.
> أمام الوجوه والمواقف المربربة، والتساؤلات المؤلمة، نتوقف ونختار الصمت.
> هذا ليس كل شيء، ولكن عندما يكون الفشل سيد الوطن والفساد قيداً على رقاب الناس، فقد يعجز بائع الكلام عن الكلام!.
-ياسر محمد الأعسم / عدن 2025/9/15