الثلاثاء-26 أغسطس - 05:18 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


الاحتفال بالقوة !!

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 11:31 ص

الكاتب: عبدالناصر السنيدي - ارشيف الكاتب



أنا من مناصري التفاوض حتى في أحلك الظروف تعقيدًا ولا أميل إلى العنف حتى لو كانت فرص السلام نسبتها ضئيلة أو تقترب من الصفر .. لكني بالأمس وفي قضية الجوازات شعرت بغبطة شديدة بينما اتخذت السلطات قرار دخول المبنى بالقوة العسكرية لما للموضوع من خصوصية وتعقيد على كل المستويات والاعتبارات أيضًا ..

مسألة حصول تمردات هي مسألة حصلت سابقا وستحصل بالمستقبل وبسبب حساسيتها ووجود شباب ساهموا بالمرحلة السابقة بإيجابية حلت وديًا وبهدوء وروية هذا الأسلوب جعل البعض يتمادى ويتمادى لعل كل مرة تسلم الجرة ومازال على فكره البعض يتمادى حتى اللحظة ضانين أن الحلم والصبر ضعفا ..

بالمناسبة القيادة السياسية والعسكرية تقف على أرث ثقيل ومعقد روكم من عام إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى لحسابات مختلفة واعتقد من وجهة نظري أن الحرص على أن لا تفتح كرات المسبحة هو السبب وليس شيء آخر .. ورمادية شكل الدولة الحالي وازدواجية السلطة اثروا ايضا ..

أصعب قرار ممكن أن تتخذه السلطات هو استخدام القوة خصوصًا عندما يكون في الطرف الآخر رفاق سلاح أو مواطن البلد وأنا هنا أقدر لصاحب القرار استنفاذ كل الأساليب السلمية .. وأقدر له الصبر والحكمة لأيام محاولًا تجنب إطلاق النار لأن في ذلك حكمه وبعد نظر ...

حادث الأمس وإن كان مذمومًا وسط العاصمةوترويع الامنين لكنه رسالة بليغة بأن عهدًا جديدًا قد بدأ وأن لصبر حدود وأن الدولة يجب أن تحضر ولو متأخرة .. وسيفكر من أذنيه صمما وفي رأسه حبوبًا عجرة لم تنطحن بعد ألف مرة قبل أن يتمادى تحت أي حجة ..

صفق البارحة الشعب جميعًا وربت على ظهر النائب المحرمي مؤيدًا للخطوة شاكرًا له مطالباً له بالمزيد أن هناك ممن لازال معوجًا يتطلب جعله مستقيمًا أو تحييده عن المشهد بكل السبل ..

هناك مطالبات شعبية أنه لابد من إصدار بيان أمني توضيحي لما حصل وذاك شيء طبيعي كان يجب أن يحدث بل ويجب إحالة المتمردين للقضاء العسكري ليكونوا عبرة لمن يعتبر ... ولكن في الوقت الذي نطالب يجب أن نتفهم ونلتمس العذر لبعض الحساسيات والتعقيدات والتداخلات التي تضع بالحسبان قبل الإعلان .. أحيانًا ما نراه خطأ من وجهة نظرنا كشعب هو حكمه من وجهة نظر صاحب القرار فالنظرة هنا أضيق وهناك أشمل .. وقد يؤدي الإعلان إلى مفسدة أكبر .. وأنا هنا أفترض والتمس العذر وطالما القرارات صحيحة فل نُعطي صاحب القرار الفسحة لرؤيته ...

عبدالناصر السنيدي