الأربعاء-16 يوليو - 04:02 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


الفرق بين إمبراطورية عاد العربية (عاد الأولى والثانية) وإمبراطورية عاد الإرامية(عاد العبرانية)

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 08:40 م

الكاتب: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب




أكتب هنا ما نسبته 5% فقط من هذا الموضوع ، وما أكتبه أستدل به من التاريخ ومن القرآن الكريم ، وأطرح ما أكتب به لأحاجج به مزوري التاريخ ، وأيضاً أطرحه بين يدي مشائخ العلم ليكن لهم رأيهم فيما أستدلينا به في الجانب الديني والنقاش معهم حوله.

يخلط المؤرخون بين عاد الأولى والثانية وعاد الإرامية ، ثم يتناقضون ثم ينسبون تاريخ الجميع لعاد الإرامية ، ويستبعدون تاريخ عاد العربية ، رغم أن القرآن الكريم يكشف عن أن عاد لم تكن واحدة والمصادر التاريخية تؤكد ذلك.

في تاريخ الخبر لابن خلدون يذكر بقوله أن قوم نوح بعد الطوفان هم العماليق وعاد الأولى وثمود.
في هذا القول هناك صح وهناك خطأ ، إذ أن ثمود ليست من قوم نوح كما وضح القرآن الكريم وانما خليفة لعاد الإرامية التي هي أيضاً ليست من قوم نوح عليه السلام بعد الطوفان.

كما تشير الأدلة هنا أن عاد العربية هي التي من قوم نوح بعد الطوفان وهي عاد الاولى وكانت إقليماً ضمن إمبراطورية قحطان والد عاد وهلكت وحدها فقط من بين الأقاليم لأنها وحدها من عبدت الأصنام ، وبهلاكها انتقل الأمر إلى عاد العربية الثانية التي انتقل إليها الإمبراطورية العربية لتصبح إمبراطورية عاد والتي تعتبر عاد الثانية وهلكت أمام عاد الإرامية.

يذكر القرآن الكريم أن عاد الإرامية ليست من قوم نوح بعد الطوفان وإنما خليفة لهم ويذكر أن ثمود خليفة لعاد الإرامية.
قال تعالى في سورة الإعراف
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي سَفَاهَةٖ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ (66) قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (69) قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِنَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَحۡدَهُۥ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (70) قَالَ قَدۡ وَقَعَ عَلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ رِجۡسٞ وَغَضَبٌۖ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ (71) فَأَنجَيۡنَٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَقَطَعۡنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ وَمَا كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ (72) وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (73) وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورٗا وَتَنۡحِتُونَ ٱلۡجِبَالَ بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (74) قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِمَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُمۡ أَتَعۡلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحٗا مُّرۡسَلٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلَ بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ (75) قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا بِٱلَّذِيٓ ءَامَنتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ (76) فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ وَقَالُواْ يَٰصَٰلِحُ ٱئۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (77) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ (78) فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ (79)

عاد العربية التي هي عاد الاولى تم هلاكها بالصيحة كما سنوضح في الآيات التي ذكرت بسورة المؤمنون والذين هم العرب البائدة وأما عاد الإرامية فكان هناك نجاة منهم لمن آمن مع هود عليه السلام.
قال تعالى وأنه اهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى.
في هذه الآية دليل على هلاك عاد الاولى العربية دون ذكر من نجا منهم ، وأما عاد الإرامية فالقرآن الكريم يؤكد في سورة الإعراف الآية رقم إثنان وسبعون بقوله تعالى فأنجينه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآيتنا وما كانوا مؤمنين.

مادام هناك أن هناك عاد الأولى ذكرها القرآن الكريم فأكيد أن هناك عاد ثانية ، ولو كانت عاد قوم هود هي الثانية لتطرق إليها القرآن بعاد الأخرى أو التالية.
وهذا ما يؤكد أن هناك عاد اولى وعاد ثانية , وهناك عاد إرامية قوم هود هم غير عاد الأولى والثانية.

ذكرت عاد في ثمانية عشر سورة بالقرآن الكريم ، جميعها تخص عاد الإرامية قوم النبي هود وهلاكهم بالريح ، ما عدا ذكر واحد لعاد العربية والتي وصفها القرآن الكريم في سورة النجم بعاد الأولى ، ذكر هلاكهم ولم يحدد ما هو نوع الهلاك.
عاد الإرامية ذكرها مقدماً على ثمود وبعد ثمود أيضاً كما في سورة الحاقة ، وفي التقديم على ثمود والتأخير بين القرآن أن هلاكهم بالريح، كما أن هذا التقديم والتأخير يدل على أن الأقوام المذكورين في القرآن لا يعني ذلك الذكر على حسب الترتيب في أزمانها.
وان الأوائل يذكرهم القرآن الكريم بلفظ الأولون كما ذكر عاد الأولى.

وهذه بعض السور التي ذكرت فيها عاد
سورة الأحقاف
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ٢١ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٢٢ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ٢٣ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ٢٤ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ٢٥ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٢٦﴾ [الأحقاف:21–26]

سورة الشعراء
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ١٢٣ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٢٤ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٢٥ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٢٦ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٢٧ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ١٢٨ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ١٢٩ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ١٣٠ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٣١ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣٥ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ١٣٦ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ١٣٧ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣٩ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٤٠﴾ [الشعراء:123–140]

سورة الأعراف
﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٦٥ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٦٦ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٦٧ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ٦٨ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٦٩ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٧٠ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ٧١ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ٧٢﴾ [الأعراف:65–72]

سورة القمر
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ١٨ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ١٩ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٢١ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٢٢﴾ [القمر:18–22]

سورة الذاريات
﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢﴾ [الذاريات:41–42]

سورة الحاقة
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ٤ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ٦ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ٧ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ٨ وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ٩﴾ [الحاقة:4–9]

سورة ق
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ١٣ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤﴾

سورة التوبة
﴿أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٧٠﴾ [التوبة:70]

سورة الفرقان
﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ٣٨﴾ [الفرقان:38]

سورة النجم
﴿وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ٤٩ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ٥٠ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ٥١﴾ [النجم:49–51]

سورة هود
﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ٥٠ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٥١ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ٥٢ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ٥٣﴾ [هود:50–53]

سورة فصلت
﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ١٤ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ١٥ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ١٦﴾ [فصلت:13–16]

الدليل من القرآن الكريم على عاد العربية الأولى والثانية.

في سورة المؤمنون من الآية الثالثة والعشرون إلى الآية الثانية والأربعون ، يتحدث المولى عز وجل عن قوم نوح قبل الطوفان ثم إن هناك قوم بعدهم كفروا وارسل الله إليهم رسولاً لم يؤمنوا به ثم عاقبهم الله بالصيحة ، ثم يتحدث أنشأ من بعدهم قروناً آخرين.

الآيات كما في القرآن الكريم
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةٗ مَّا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ (24) إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلُۢ بِهِۦ جِنَّةٞ فَتَرَبَّصُواْ بِهِۦ حَتَّىٰ حِينٖ (25) قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ (27) فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ (28) وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِينَ (31) فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يَأۡكُلُ مِمَّا تَأۡكُلُونَ مِنۡهُ وَيَشۡرَبُ مِمَّا تَشۡرَبُونَ (33) وَلَئِنۡ أَطَعۡتُم بَشَرٗا مِّثۡلَكُمۡ إِنَّكُمۡ إِذٗا لَّخَٰسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمۡ أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ (35) ۞هَيۡهَاتَ هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ (37) إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا وَمَا نَحۡنُ لَهُۥ بِمُؤۡمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٖ لَّيُصۡبِحُنَّ نَٰدِمِينَ (40) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ بِٱلۡحَقِّ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ غُثَآءٗۚ فَبُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ (41) ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قُرُونًا ءَاخَرِينَ (42) مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ (43)

معروف أن قوم نوح عليه السلام هم جزء قبل الطوفان وهم الذين هلكوا ، وجزء بعد الطوفان وهم الذين آمنوا مع نوح وأهل نوح وهم الذين انتقلوا إلى مرحلة جديدة بعد الطوفان وعاشوا موحدين وحكمت ذرية نوح الأرض كسام وذريته العرب العماليق ثم كفر جزء منهم بعد ذلك وهلكوا.
في الآيات السابقة يتحدث القرآن الكريم بقوله أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين ، والقرن يطلق على الزمن وعلى الجيل ، لم يقل القرآن الكريم أنشأنا قوماً آخرين ، إنما قرناً كدليل على أنه جيل مرتبط بنوح عليه السلام وهم عاد الاولى الذين هم أول من عبدوا الأصنام بعد قوم نوح الذين هلكوا بالطوفان كما يذكر المؤرخون كما أن هذا متطابق مع عاد بن قحطان الذي تولى حكم بلاد عاد الأولى وسميت بإسمه وكان مركزها الشحر حضرموت كما ذكر بن خلدون و عاش الف ومائتين سنة وأصبح له من الولد أربعة آلاف ، ثم يتحدث القرآن الكريم أنه بعد القرن الذي كفر بعد مرحلة ما قبل الطوفان عن إنشاء من بعدهم قروناً آخرين ولم يذكر هلاكهم ، وهذا ما يتطابق تاريخياً مع عاد العربية الثانية التي حكمت الأرض ولها صلة النسب بنوح نسباً والتي هلكت أمام عاد الإرامية كما سنوضح بالأدلة لاحقاً.

- يتحدث القرآن عن قوم نوح الذين هلكوا بالطوفان بقوله أنشأنا بعدهم قرنا وبعد ذلك القرن الذين هلكوا بالصيحة يثحدث أنشأنا بعدهم قروناً. قال بعدهم ولم يقل بعد قوم نوح ، بينما في عاد قوم هود تحدث على أنهم خلفاء بعد قوم نوح ، وهذا دليل على أن عاد العربية الأولى والثانية لهم الارتباط بنوح وذريته ، بينما عاد الإرامية ليس لها إرتباط بنوح.

-في الآيات السابقة وصف قوم نوح الذين هلكوا بالطوفان بالذين ظلموا ، ووصف القرن هلك بعدهم أيضاً بالذين ظلموا أي عاد العربية الأولى.
وأما عاد الإرامية قوم النبي هود فتحدث عنهم أنهم اتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ، وتحدث عن البعد لهم بعداً لعاد قوم هود. واللعنة مقترنة بالقرآن على اليهود والأشد كفراً.

- يتحدث المفسرون كابن كثير وغيره في تفسيرهم لهذه الآيات بسورة المؤمنون على أن القرن الذين هلكوا هم عاد قوم هود وبعضهم يقول ثمود ، وإن كان بن كثير رحمه الله ذكر أن الله أعلم بالصواب والخطأ ، مع العلم أن أي شيئ فيما يخص التاريخ تم تزويره.
- والحقيقة أنهم ليس عاد الإرامية قوم هود ولا ثمود وإنما عاد العربية عاد الاولى.
- يتحدث القرآن أنهم هلكوا بالصيحة بينما عاد قوم هود هلكوا بالريح وأكد القرآن في الكثير من المواضع على هلاكهم بالريح سواءً عند ذكرهم قبل ثمود بصيغة عاد دون ذكر عاد الأولى ، أو عند ذكرهم بعد ثمود كما في سورة القارعة كذبث ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصرّ عاتية.
- ومن يتحدثون أنهم ثمود فالقرآن الكريم كما أشرنا سابقاً تحدث أن ثمود خلفاء من بعد عاد وعاد خلفاء من بعد قوم نوح الذين هم هلكوا بعد الطوفان.
- وإنما هناك توحد بين عاد العربية الأولى وثمود الإرامية في العذاب إذ هلكوا بالصيحة.
- فالقرآن الكريم تحدث في سورة المؤمنون عن القرن الذي نشأ في فترة ما بعد قوم نوح الذين هلكوا بالطوفان وكفروا أنهم هلكوا بالصيحة ، وتحدث القرآن في مواضع عديدة أن قوم ثمود هلكوا بالصيحة ، وهذا دليل على أن عاد العربية عاد الاولى هلكوا بالصيحة وبنفس العذاب هلكت ثمود الإرامية التي جاءت بعد عاد الإرامية قوم هود التي هلكت بالريح.
- وهذا يتطابق أيضاً مع ذكر القرآن الكريم لعاد الأولى وثمود في موضع واحد ولم يشر لنوع العذاب بقوله وأنه أهلك عاد الاولى وثمود فما أبقى ، أي أهلكهم بالصيحة.
- الأمر يذكر القرآن الكريم في سورة المؤمنون عن القرن الذي أنشأه من بعد قوم نوح قبل الطوفان وكفروا وكذيوا الرسول الذي أرسل إليهم أنه أرسل إليهم رسولاً منهم.
- وأما قوم عاد الإرامية وثمود الإرامية فالقرآن الكريم يذكر أنه وإلى عاد أخاهم هودا وإلى ثمود أخاهم صالح.

نسب عاد العربية ونسب عاد الإرامية.
ذكر البيهقي في تاريخه ونقله ابن خلدون وإن كان في جزء من القول خطأ عندما ذكر أن يعرب بن قحطان غلب عاداً على اليمن وهذا يتعارض مع القرآن الكريم ومع الحقائق التاريخية ، ذكر البيهقي وابن خلدون بقوله إن يعرب بن قحطان عندما غلب عاداً على اليمن قام بتعيين إخوته حكاماً على الأقاليم ، إذ جعل عاد بن قحطان والياً على الشحر وبه سميت عاداً الاولى ، وتعيين يقطن بن قحطان على عمان وتعيين جرهم على الحجاز.

في هذا القول دلالة على أن هناك عاد بن قحطان ، وهناك تولية ملوك على الأقاليم بمعنى أنها إمبراطورية.
أي أن عاد العربية نسبها عاد بن قحطان ، وقحطان كما قال بن خلدون أصح ما قيل فيه أنه قحطان بن يمن بن قادر.

أما نسب عاد الإرامية ، فنسبها كما ذكر الطبري وابن حزم وبن عاشور والثعلبي والكثير من المؤرخين أن نسبهم إلى عاد بن إرم ونسبوا إرم أنه أحد أبناء سام بن نوح ، وقد تحدثت في موضع سابق أن عاد إراميين ينتسبون لإرم ولكن إرم لا ينتسب لسان بن نوح ، لأن القرآن ذكرهم أن خلفاء من بعد قوم نوح ، أي قوم نوح بعد الطوفان والذين كان العرب العماليق نسل سام هم الحكام وقوم نوح بعد الطوفان يشملون ذرية نوح والذين ركبوا معه في السفينة ، مما يؤكد أن الإراميين ليسوا من ذرية نوح ولا ممن نجو معه في السفينة.

ومن حيث النسب يتضح أن عاد العربية نسبها لعاد بن قحطان ، وعاد الإرامية نسبها لعاد بن إرم.

وهو أيضاً ما أكده القرآن الكريم ، حيث ذكر عاد الأولى ولم يذكر نسبها بقوله إنه اهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى ، وذكر عاد الإرامية ونسبها لإرام بقوله ألم ترى كيف فعل ربك بعاد ، إرم ذات العماد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد ، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد.
وهذا ما يؤكد أكثر أن الله ذكر عاد العربية التي هي في فترة ما قبل ثمود بإسم عاد الاولى ، وذكر عاد الإرامية التي هي قبل ثمود أيضاً بإسم إرم ، والقرآن دقيق جداً.

المكان:
وفق ما ذكره بن خلدون في الخبر والبيهقي ، أن عاد بن قحطان حل بالشحر في حضرموت وبه سميت بلاد عاد الأولى.
أي أن عاد العربية المنسوبة لعاد بن قحطان والتي هي عاد الاولى مكانها أو عاصمتها الشحر وهي منطقة في ساحل حضرموت قريبة للمكلا.
وأما عاد الإرامية فمكانها الأحقاف كما ذكر القرآن الكريم بقوله واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف.
والأحقاف هي منطقة في وادي حضرموت قريبة لتريم.
وهنا يتضح أن مكان عاد العربية عاد الاولى هو الشحر ، ومكان عاد الإرامية التي جاءت بعدها هو الأحقاف.

في تزوير الانساب قاموا بإستبعاد عاد بن قحطان العربية ، عبر ضم ملوك عاد لعاد الأكبر وعاد الأصغر ونسبوا الجميع للإرامية ، مثلما نسبوا أن هناك سبأ الأصغر وسبأ الأكبر وحمير الأصغر وحمير الأكبر وذو رعين الأصغر وذو رعين الأكبر وغيرها ، وهذه أساليب من أساليب تزوير التاريخ العربي وطمسه.

مثلما ذكر المؤرخون أن هناك عاد بن قحطان ، وقحطان كما قال بن خلدون أن أصح ما قيل فيه هو قحطان بن يمن المنتسب لقادوراء وبنو قادوراء الذين في اليمن هم نسل قادوراء بن عمليق الذي هو عريب بن لاوذ بن سام بن نوح.
ومثلما قال المؤرخون أن هناك عاد بن عوص بن إرم.
إذاً منهم الملوك الذين من نسل عاد بن قحطان والملوك الذين من نسل عاد بن عوص بن إرم.

الملوك:
كالعادة تم الخلط بين الملوك ونسب الجميع لعاد الإرامية ، ولكن الحقيقة واضحة.

يخلط المؤرخون بين عاد العربي بن قحطان الذي كان ملكاً وعاش الف ومائتين سنة وحكم خمسة ملوك من أبناءه من بعده.
وبين عاد بن عوص الذي حكم ثلاثة من أبناءه واولهم ظل ثلاثمائة سنة.

يتطرق بن خلدون إلى هناك عاد بن قحطان ملك عربي عاش الف ومائتين سنة وتزوج الف امرأة وخلف من الولد أربعة آلاف.
ويتطرق ابن خلدون أيضاً نقلاً عن مؤرخين آخرين كالبيهقي والمسعودي وغيرهم ، أ