ٱراء واتجاهات


هل تحققت الوحدة اليمنية في مايو 1990

الخميس - 22 مايو 2025 - الساعة 09:06 م

الكاتب: د خالد القاسمي - ارشيف الكاتب




قبل الحديث عما حصل في مايو 1990، يجب أن نشير إلى أن موضوع الوحدة اليمنية، لم يوجد في وثائق الإمام يحي ومن بعده الإمام أحمد، ولا في وثائق إتحاد الجنوب العربي الذي سقط بعد إستقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967.

أول كلام مكتوب عن الوحدة اليمنية جاء في دساتير الشطرين بعد إستقلالهما، كما تضمنته وثائق الجبهة القومية ومن بعدها الحزب الإشتراكي الذي حل محل الجبهة القومية عام 1978، كذلك وثائق المؤتمر الشعبي العام في الشمال الذي جاء كواجهة مقابلة للحزب الإشتراكي في الجنوب، كذلك جاء ذكر الوحدة اليمنية في عناوين الصحف التى كانت تعنون في أعلاء صفحاتها أن أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر في الشمال والجنوب تحقيق الخطة الخمسية، والسعي نحو تحقيق الوحدة اليمنية .

ورغم دخول شمال اليمن وجنوبه في حربي 1972 و1979، هذه الحروب التي كانت نتائجها أن الحل الجذري بين دولتي اليمن في وحدتهما، وإذا ما تتبعنا لإتفاقيات الوحدة منذ عام 1972 حتى 1990، لن نجد لها أي إنجاز يذكر عدى المجلس اليمني الأعلى عام 1980، أما لجان الوحدة فكل قراراتها كانت تجد الصد من حكومتي الشمال والجنوب .

إذاً ماذا حدث في 22 مايو 1990، ما حدث لم يكن سوى هروب إلى الأمام من قيادتي دولتي اليمن، فقد كان الجنوب يعاني إقتصادياً وإجتماعياً بالإضافة إلى الكوادر الوطنية بعد أحداث يناير الدموية عام 1986، كما أن الإتحاد السوفيتي بدأ ينفض يديه عن دعم الدول الإشتراكية المؤيدة والمتبعة لنهجه، أما شمال اليمن فكان النظام يعاني من المشاكل الداخلية فالعمق القبلي الذي أوصل الرئيس صالح لسدة الحكم بدأ يبحث عن ثمار 13 عام من حكم صالح، ويتلمس دوره في المشاركة في قيادة دفة الحكم، ناهيك عن مشاكل الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى والتي كان يدعمها الجنوب، أمام كل هذه الأحداث وسقوط النظام الإشتراكي لم يكن أمام دولتي اليمن بداً من الإندماج القسري تحت مسمى تحقيق الوحدة اليمنية .

هذا بالفعل ما حدث، وكانت الجنوب بمثابة الجائزة والهدية الكبرى التي نزلت من السماء، لقادة الأنظمة القبلية في الشمال .


*د. خالد القاسمي*