ٱراء واتجاهات


المحكمة الجنائية الدولية، وانسحاب المجر منها

الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 09:26 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




لم تكن المجر الدولة الوحيدة التي وقَّعت وصادقت على اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية، وأعلنت انسحابها منها فقد سبقها حتى تاريخ مايو 2025، دولتان أعلنت انسحابهما رسميًّا من اتفاقية روما المُنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، وهي:
الأولى: بوروندي، والسبب اتهامات للمحكمة بالتحيّز ضد الدول الإفريقية، خاصة بعد فتح تحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان داخل البلاد.

والثانية: الفلبين، والسبب رفض الحكومة للتحقيقات المتعلقة بـ"الحرب على المخدرات" التي أطلقها الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي، والتي أسفرت عن آلاف القتلى.

المجر أعلنت عن الانسحاب ولكن لم يدخل حيز التنفيذ بعد؛ إذ يتطلب عامًا كاملًا بعد الإخطار الرسمي.
والسبب رفض تنفيذ مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبار المحكمة ذات طابع سياسي.

إن ما تتعرض له المحكمة بحد ذاتها يؤكد تماما هشاشة الوضع الحقوقي الدولي لدى الدول الأطراف، وأعتقد بأنها مرحلة لا بد من المرور بها، ولا بد من دعم الشعوب لها لأنها تردع كل من يحاول أن يرتكب جريمة ضد الإنسانية، وقد حاكمت بعض مجرمي الحرب محاكمات عادلة منهم تشالز تايلور، وزعماء صرب بسبب جرائمهم ضد الإنسانية.

اليوم تنسحب دول من عضوية المحكمة، ولكن ذلك لن يعفيها فيما إذ ارتكب قادتها جرائم ضد الإنسانية من ملاحقتهم كما حدث مع نتنياهو، وعمر البشير؛ لذلك سواء انسحبت المجر أم لم تنسحب لا قيمة حقيقية لهذا الانسحاب.