ٱراء واتجاهات


الجنوب لا يزال يراوح مكانه

الإثنين - 19 مايو 2025 - الساعة 08:42 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




من قرابة عقد ونصف، وأنا اتابع ملف الشعب الجنوبي الذي تم احتلاله من الشمال اليمني بقيادة علي عبد الله صالح تحت شعار الوحدة أو الموت بدعم وتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين الذين انقلبو عليه بكل بساطة عندما حانت لهم الفرصة.

منذ عام 1994 والجنوب تحت الاحتلال الشمالي ولا يزال، والبعض اتهمني زورًا بأني أدعو لتمزيق الموحد وتكفيك المفكَّك، وهذا مجافٍ للحقيقة والمنطق فمن يقبل باحتلال أرض غيره عليه أن يقبل باحتلال أرضه من الغير، وهذا ما قاله لي المرحوم فيصل الحسيني عندما اعترض على قرار احتلال الكويت لياسر عرفات، وهكذا هي المواقف المبدئية التي لا تتجزأ، وتفصَّل على حسب المصلحة.

كانت مأساة الجنوب أيام حكم علي عبد الله صالح تتمثل بعدم وجود حامل سياسي لقضية الجنوب، وكلما وجد حامل تم إجهاضه وتخريبه وتدميره وملاحقة أركانه، وكان المطلب الشعبي العام هو توحيد الجهود إلى أن جاء المجلس الانتقالي قبل قرابة عقد كأمل منشود، وكحلم تحقق للشعب الجنوبي وتم رفده بمليونيتين من أروع المليونيات التي جرت في الجنوب، ولكن مع الأسف أنا شخصيًّا كمتابع للملف الجنوبي خاب ظني، وتكسرت مجاديفي، وتسلل الحزن العميق لنفسي بعدما تحملت مرور عشر سنوات قدَّم بها الشعب الجنوبي خيرة أبنائه من أجل لحظة تاريخية يتم بها تجاوز التاريخ لعودة دولتهم التي تُنهب ثرواتها أمام أعينهم بينما الفقر والعوز والجوع والقتل والتهجير يهيم بهم، وهذا ما يشاهده الانتقالي بأم عينه ولا يزال يؤمِّلهم بعودة دولتهم.

ولا أملك حقيقة إلا أن أدعو الباري -عز وجل- بأن يثوب الانتقالي إلى رشده، ويحسم أمره بيده، ولا ينتظر إشارةً من زيد ولا من عبيد، ولا تقل لي بأنك ترى ما لا أراه، فأن لم تحسم الأمر وتنهي معاناة شعبك يا سعادة اللواء عيدروس سيحاسبك التاريخ مُرَّ الحساب.

قلت رأيا ودمتم…
يقول أبو جعفر المنصور:
إِذَا كُنْتَ ذَا رَأْيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيمَةٍ … فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأْيِ أَنْ تَتَرَدَّدَا