الثلاثاء-17 يونيو - 04:36 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


ناشط حقوقي جنوبي يحذر: فتح طريق الضالع-صنعاء مسرحية حزينة من عدة فصول!

الإثنين - 19 مايو 2025 - الساعة 08:32 م

الكاتب: أسعد أبو الخطاب - ارشيف الكاتب







ماذا لو سُلّم الجنوب لجماعة الحوثي؟

هل يمكن للجنوب أن يقوم من جديد؟

الجنوب على مفترق طرق خطير، وفتح طريق الضالع-صنعاء ليس مجرد إجراء إنساني كما يروج البعض، بل فصل جديد من مسرحية حزينة، قد تنتهي بكارثة وجودية لشعب الجنوب.
هذا ما حذر منه ناشط حقوقي جنوبي بارز، داعياً كافة القوى الجنوبية إلى اليقظة قبل فوات الأوان.

فصول الخداع: تحت يافطة "السلام" تُنسج خيوط الهيمنة
فتح الطريق الرابط بين الضالع وصنعاء، والذي ظل مغلقًا لسنوات بفعل الحرب، يُقدَّم على أنه خطوة "إنسانية" لتخفيف المعاناة.. لكن الحقيقة المرة التي يغض الكثيرون الطرف عنها هي أن هذا الطريق ليس سوى معبر لتوسيع نفوذ جماعة الحوثي، ومحاولة التفاف على الإرادة الجنوبية، تمهيدًا لمخطط أكبر: إعادة فرض السيطرة على الجنوب بقوة ناعمة.

الناشط الجنوبي لم يتردد في وصف هذه التحركات بـ"التمهيد لتسليم الجنوب على طبق من ذهب للحوثيين"، مشيرًا إلى أن "المعركة لم تكن يومًا معبرًا مغلقًا، بل كانت معركة كرامة وهوية وسيادة".

ماذا لو...؟

ماذا لو تم تسليم الجنوب للحوثيين؟

الجنوب لن يُعامل كشريك، بل كمقاطعة "مارقة" يجب إخضاعها بالقوة.. تجارب المحافظات الشمالية التي وقعت تحت سيطرة الجماعة تؤكد ذلك: قمع الحريات، اعتقالات تعسفية، تغييب صوت المجتمع، ونهب الموارد لصالح مشروع طائفي عابر للهوية اليمنية.

هل سيُسمح للجنوب أن ينهض؟

الناشط يحذر قائلاً: "إذا دخل الحوثي الجنوب، فلن تقوم له قائمة لعقود قادمة.. الجنوب الذي نعرفه اليوم، بقضيته وهويته وتضحياته، سيُمحى من الخارطة السياسية لصالح مشروع لا يعترف إلا بالتابع والخاضع".

كيف سيُحكم الجنوب؟

بمنطق العصا والسوط، على غرار ما تمارسه الجماعة في صنعاء وذمار وإب.. ستُغلق الصحف، ويُسجن الناشطون والحقوقيون..، وتُستبدل المناهج الدراسية، وتُفرض وصاية فكرية ومذهبية على مجتمع متنوع بطبيعته.

كيف سيُعامل الجنوبيون؟

كما يُعامل الخصم والعدو ، يقول الناشط. "سيُنظر للجنوبيين كخونة يجب تأديبهم، وكحاضنة للانفصال يجب تفكيكها من الداخل".

ندم لا ينفع: يا ليت... ولكن!

التاريخ لا يرحم، والفرص لا تتكرر.. وإن حدث ما نحذر منه اليوم، فسنسمع بعد سنوات الأصوات التي تقول "ياليت"، وسنغرق في ندم لا ينفع.. لكن حينها سيكون كل شيء قد فات، وسيبكي الناس على وطن كان يمكن إنقاذه لو وُجدت الإرادة.

الختام: صرخة قبل الانفجار
هذا المقال ليس دعوة للحرب، بل صرخة للوعي.. الجنوب اليوم بحاجة إلى موقف، لا إلى تسهيلات قاتلة.. إن فتح الطريق قد يبدو إجراءً عابرًا، لكنه في الحقيقة بأب جهنم يُفتح على مصراعيه.

فهل من يسمع؟