الثلاثاء-20 مايو - 08:30 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


عدن تحتضر .. وأنتم صامتون !!

السبت - 17 مايو 2025 - الساعة 07:44 م

الكاتب: محمد تيسير الناخبي - ارشيف الكاتب




نعم لم تَعُد الحياة في عدن طبيعية ، فهذه المدينة التي أنهكتها الحرب وأثقل كاهلها الإهمال، باتت اليوم تُصارع فقط لأجل البقاء في ظل واقعٍ قاسٍ، يكاد يخنق أنفاس أبنائها ، حيث بات المواطن العدني يستيقظ كل صباح ليس ليسأل : "كيف سوف يعيش؟" بل : "كيف سوف ينجو اليوم؟ وكيف سيوفّر لقمة تسدّ رمق أطفاله؟"

القرص الروتي أصبح بمائة ريال ، وقرص الخبز الذي كان رمزًا للبساطة والعيش الكريم، أصبح اليوم عبئًا على مائدة فقراء المدينة.
اما الكهرباء ، فحدث ولاحرج ، حيث اصبحت ساعتين في اليوم وكأنها هبة وليس حق من حقوق المواطن العدني !

ناهيك عن التعليم ، الذي بات في حالة يرثى لها ؛ بداءً من مدارس تفتقر لأبسط المقومات ، وطلاب يتخرجون وهم لا يعرفون شيئًا ولايفقهون ابجديات الكتابة.

اما رواتب ابناء هذه المدينة ، فقد صارت نكتة مؤلمة ، فهي لا تكفي لأيام معدودة، وإن صُرفت، تأخرت، وإن تأخرت، ضاعت في زحمة الغلاء وتدهور العملة.

لم يعد يخفى على احد ، إن الوضع في عدن لم يعُد يُطاق، ولم يعد السكوت عنه مقبولًا ، فمؤسسات الدولة تُدار بعشوائية، والفساد يضرب جذوره في كل مكان ، والناس البسطاء وحدهم من يدفعون الثمن !

مصافي عدن متوقفة، رغم قدرتها على إنقاذ المدينة من جحيم الانقطاعات المتكررة في الوقود والكهرباء ، ولكن بالمقابل فإن مصالح المتنفذين تُعطّل كل مشروع فيه أمل أو خير للناس.

إلى متى هذا الصمت؟
إلى متى تُترك عدن تواجه مصيرها وحدها؟
إلى متى يستمر العبث دون حسيب او رقيب ؟

لقد تحمّل المواطن العدني فوق ما يُحتمل، وقد آن الأوان أن يُحاسب كل من ساهم في إيصال الأمور إلى حافة هذا الانهيار المخيف والمروع .

عدن ياسادة لا تطلب المستحيل، بل تطلب حياةً كريمة، وكهرباء مستقرة، وتعليمًا محترمًا، وراتبًا يكفي لسدّ الرمق وأبسط الاحتياجات الضرورية.

عدن تُطالب كذلك بفتح ملفات الفساد، وتشغيل المصفاة ، وتفعيل الرقابة على مؤسسات الدولة بهدف خدمة الشعب لا خدمة المنتفعين وذوي المصالح الضيقة.

ونحن نكتب اليوم ليس من باب الشكوى ، بل من باب التحذير، فالصبر بدأ ينفد ، والوجع لم يعُد يُحتمل، وعدن على وشك الانفجار من الداخل .. فهل من مُجيب؟!